نصر الدين بن حديد يعلّق على مقال جاء في جريدة الشروق "مواطنون بصوت واحد : نسألك البقاء يا رشيد عمّار"
زووم تونيزيا
| الأربعاء، 26 جوان، 2013 على الساعة 15:44 | عدد الزيارات : 575
في تعليق على مقال جاء على أعمدة جريدة الشروق صباح اليوم الإربعاء 26 جوان 2013، يحمل عنوان "مواطنون بصوت واحد :…
سألك البقاء يا رشيد عمّار"، نشر الصّحفي نصر الدين بن حديد على صفحته الشخصية على الفايسبوك مقالا اعتبر فيه أن ما جاء في المقال هو "ذلّ" و "نذالة"، على حدّ تعبيره، حيث قال : "عندما نطالع ماضي صحيفتكم زمن بن علي، نجد من دلائل «الذلّ» وبراهين «النذالة» ما لا يمكن وصفه ولا يقدر المرء على تصديقه، لكن المرء الحصيف، يجد لكم من الأعذار بعضها، بين ضعف في نفوس بعضكم وطمع في نفوس الآخرين ورغبة في «تقية» لم تكن سوى فخا لسقوط في مستنقع عبد الوهاب عبد الله، الذي أتقن ـ في براعة نادرة ـ استغلال هذا «الذلّ» وهذه «النذالة» وهذه «التقيّة»... لا مجال للفرز، أو تحديد من وقف عند «نذالة» يكرع منها أو «نذالة» أدمنها أو «تقيّة» يتخفّى خلفها، لكن جميعكم (أنتظر الاستثناء) كان شريكا بالصمت وطرفا حين أغمض نصف عين وتراوح بين تأويل الصمت وتفعيل النوايا".
وأضاف بن حديد أنّ موقف الجريدة سابقا كان بسبب ضغط سياسي معروف، ولكن اليوم لا وجود لأعذار، مستنكرا بذلك اعتماد عبارة "مواطنون بصوت واحد" حيث اعتبر أنّ الجريدة قد جعلت نفسها بهذه الطريقة "وصية على الشعب"، مشيرا إلى "مناشدتهم لترشح بن علي قائلا "كانت صحيفتكم باب مناشدة ورأسها".
وامتنع بن حديد التعريج على موضوع رشيد عمار قائلا أنّه "ليس المجال لنقد قدر الرجل سواء عن ماض فات أو حاضر قائم أو قادم في علم الغيب، بل في نزولكم بالرجل إلى مستنقع بن علي"، بحسب تعبيره.
وفي نفس السياق شدّد بن حديد على أن الثورة "مشروع أخلاقي في الأساس، وأوّل هذا المشروع في بعده الصحفي"، متسائلا عن "مرجعية من وضع العنوان، العلمية ومن ثمّة الأخلاقيّة، التي اعتمدها في إعداد مثل هذا القول"، حسب تعبيره.
وفي ما يلي نص المقال :
إلى جميع العاملين في جريدة الشروق: نسألكم شهامة غابت عن أغلبكم؟؟؟
عندما نطالع ماضي صحيفتكم زمن بن علي، نجد من دلائل «الذلّ» وبراهين «النذالة» ما لا يمكن وصفه ولا يقدر المرء على تصديقه، لكن المرء الحصيف، يجد لكم من الأعذار بعضها، بين ضعف في نفوس بعضكم وطمع في نفوس الآخرين ورغبة في «تقية» لم تكن سوى فخا لسقوط في مستنقع عبد الوهاب عبد الله، الذي أتقن ـ في براعة نادرة ـ استغلال هذا «الذلّ» وهذه «النذالة» وهذه «التقيّة»... لا مجال للفرز، أو تحديد من وقف عند «نذالة» يكرع منها أو «نذالة» أدمنها أو «تقيّة» يتخفّى خلفها، لكن جميعكم (أنتظر الاستثناء) كان شريكا بالصمت وطرفا حين أغمض نصف عين وتراوح بين تأويل الصمت وتفعيل النوايا...
كنّا نجد لكم أعذارا في دنانير بن علي الرنّانة وسوطه الذي لا يرحم... أين عذركم اليوم؟؟؟؟
خرجت علينا صحيفتكم بنداء «نسألك البقاء» موجه إلى الجنرال رشيد عمّار، حين جعلتم من أنفسكم عن الشعب أوصياء، كمثل حالكم زمن بن علي، حين سألتم الطاغية الترشح بل كانت صحيفتكم باب مناشدة ورأسها...
ليس المجال ـ ضمن هذه الأسطر ـ لنقد قدر الرجل ـ أي الجنرال رشيد عمّار ـ سواء عن ماض فات أو حاضر قائم أو قادم في علم الغيب، بل في نزولكم بالرجل إلى مستنقع بن علي...
هي حاجة في نفوسكم، وليس حاجة في الرجل....
هي طبيعة في أقلامكم، وليس رغبة من المعني بالأمر...
هي ـ كما فسر الكواكبي وشرح مالك بالنبيء ـ متأصلة في ذواتكم، تلك الرغبة في استرداد الطاغية بل توليده من الوضع القائم، سواء لطمع في نفس البعض أو حاجة ـ مرضيّة ـ في دواخل الأخرين.... كان بن علي يركب رقابكم وها هو لا يزال يكتم أنفاسكم...
الثورة ـ التي تكتبون عنها ـ مشروع أخلاقي في الأساس، وأوّل هذا المشروع في بعده الصحفي، أن نُبديَ للناس الحقيقة: لأسأل من تكرّم بهذا العنوان عن المرجعية (العلمية ومن ثمّة الأخلاقيّة ) التي اعتمدها في إعداد مثل هذا القول؟؟؟
تراوحون السقوط بالجهل، حين لا تعلمون أنّ في فعلكم إساءة للرجل، حين تحاولون ـ عن وعي أو عن غير إرادة ـ صناعة الطاغية في داخله....
هذا قول حق، في زمن الرداءة الإعلامية والردّة في الصحافة وتراوح ـ مرضي ـ بين تقديس مرضي وتدنيس مشبوه...
أقولها ولا أمضي، وأنتظر الردّ ممّن يملك جرأة الردّ....