المحلل الجزائري أنور مالك: هناك مؤامرة ضدّكم.. وهؤلاء المستفيدون!
زووم تونيزيا
| الاثنين، 13 ماي، 2013 على الساعة 15:07 | عدد الزيارات : 808
أنور مالك، ضابط جزائري سابق، وكاتب ومحلّل السياسي مثير للجدل.. صاحب أكثر الكتب خطورة و إثارة في تاريخ الفضائح…
لسياسية العربية، ومنها كتاب «طوفان الفساد وزحف بن لادن في الجزائر» الذي قامت جهات أمنية عربية بمصادرته في أكثر من دولة.. وكتاب «المخابرات المغربية وحروبها السرية على الجزائر» وكذلك كتاب «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر»..
فرّ للخارج عام 2006 وتحصل على اللجوء السياسي بفرنسا بعدما تعرض للسجن والتعذيب وكانت قصة سجنه وتعذيبه من أشهر القضايا الحقوقية في الجزائر حيث اتهم أبو جرة سلطاني رئيس حركة "حمس" في الجزائر بأنه أشرف على تعذيبه في أقبية المخابرات..
شارك أنور مالك أواخر عام 2011 في بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، لكنه أعلن انسحابه منها ومثلت استقالته أخطر ضربة واجهها نظام بشار الأسد.. في هذا الحوار تحدّث أنور مالك عن الإرهاب في تونس وعن قطر وعن صديقه خلال سنوات المهجر المنصف المرزوقي..
● هل تعتقد أن تونس لا تزال تعتبر "قصّة نجاح" للربيع العربي؟
ـ أعتقد أن تونس خاضت ثورة عظيمة، ضدّ نظام دكتاتوري وأوضاع مزرية، واذا فشلت جهة معينة في الحكم فهذا الفشل لا يعني فشل الثورة بل هو مرتبط بالمسار السياسي لتلك الجهة، كما أن هناك مسائل موضوعية قد تكون تتجاوز كل الأطراف.. فالنظام البائد الذي تواصل لسنوات ترك خلفه فلولا وعقولا تفكّر بنفس طريقة ما قبل الثورة وتقوم بعملية شدّ الى الوراء قد تكون واعية أوغير واعية.. ورغم ذلك تبقى الثورة التونسية نموذجا..
● من تقصد تحديدا..؟
ـ خيبتي الكبرى في المنصف المرزوقي الذي كان صديقا شخصيا لي، وعندما كان مجرّد ناشط حقوقي كان المعروف عنه أنه لا يزن كلماته ولا يتحكّم في انفعالاته واليوم هو لم يستطع أن يجسّد شخصية رئيس الدولة وما زال يعارض كل شيء.. المرزوقي شخصية ضعيفة وفوضوية وهو لا يصلح أن يتولـّى المنصب الذي يحتله اليوم في تونس ما بعد الثورة.. كما وأنه متقلّب في مواقفه وأذكر انه قبل الثورة عندما ينشر خبر عن لقاء بين بن علي وبوتفليقة مثلا كان يرغي ويزبد ويقول إنه لن يضع يده أبدا في يد الطغاة من أمثال بوتفليقة، لكنه بعد أن أصبح رئيسا بات يتشدّق بقوله "صديقي بوتفليقة!".
كما أذكر انه عشية هروب بن علي، صرّح المرزوقي في قناة فرنسية وقبل أن يرجع حتى الى تونس أنه الرئيس القادم لتونس، وعندما اتصلت به وطلبت منه التأنـّي الى حين عودته قال لي حرفيا "هذه الفرصة لن أنالها أبدا في حياتي مرة أخرى.. سأكون مكان بن علي".. وعندما أصبح رئيسا كان أوّل رئيس يكتب كتابا وينشره في دولة أجنبية، كما كان أوّل رئيس يطلب من شعبه أن لا يتطاول على دولة أجنبية.. في كلمة الشعب التونسي ابتلي برئيس كالمرزوقي، وأنا أعرف عنه ما لا يعرفه أحد..
● في اعتقادكم لماذا اختارت حركة النهضة أن تحكم من خلال الائتلاف؟
ـ النهضة اختارت التحالف حتى تنزع من ذهن الغرب تلك الصورة المهتزة للإسلاميين عند الغرب، فهي من خلال تحالفها مع العلمانيين تريد أن تظهر قدرا من الاعتدال والوسطية، كما أنها لا تريد تحمّل وزر الفشل لوحدها، فأعباء الحكم في الفترات الانتقالية تسفر عن أخطاء وهي تريد أن تتنصّل من جانب من الخطإ وترميه على شركائها..
وعموما "الترويكا" فشلت فشلا ذريعا في الحكم فمنذ سقوط النظام البائد والصراعات تحكم الساحة السياسية في تونس..
● الدور القطري في تونس بعد الثورة كيف تقيّمه؟
قطر هو ذاك الصغير الذي يوهم من حوله بأنه كبير، هي النملة التي تريد أن تظهر نفسها في صورة الفيل، هذه الدولة أوجدت نفسها بقناة الجزيرة التي تعتبر دولة عاصمتها قطر، وبعد الثورات العربية كانت لقطر جولات وصولات في العالم العربي بعد أن غاب الكبار، ولذلك فهي تسعى لفرض نفسها على دول الربيع العربي، والذي لا أسميه ربيعا لأن ربيع الشعوب لم يبدأ بعد، بل أنا أسميه "خريف الطغاة" الذي استفادت منه قطر.. ومن العيب الكبير أن نجد المرزوقي وهو رئيس يدافع عن دولة أجنبية ويحذر من التطاول عليها، ولكن الشعب يبقى له الحق في التطاول على أيّ دولة يشعر انها تتدخّل في شؤونه وتهدّد مصالحه.. لذلك أقول إن تونس الثورة ابتليت بالمرزوقي أيّما ابتلاء..
● الظاهرة الإرهابية في تونس.. إذا أردت التعليق عليها ماذا تقول؟
تونس تمثل المدّ الثوري الأوّل في العالم العربي، ولذلك أعتقد أن هناك مؤامرة تحاك ضدّها من خلال إرباك المناخ الاقتصادي حيث يعيش الاقتصاد أزمة مديونية وارتباك على مستوى الإنتاج، ولتكتمل المؤامرة لا بدّ من زعزعة الاستقرار الأمني بقضايا على شاكلة الإرهاب والقاعدة، ناهيك وأن ليبيا عاشت حالة كبيرة من الفوضى والانفلات الأمني.. كما وأن الحدود الجزائرية مرتع منذ زمن للجماعات الإرهابية، فعلى الحدود الجزائرية التونسية تتمركز الجماعة الإسلامية المسلحة الـGIA منذ أمد، وبالتالي فضرب الاستقرار الأمني في تونس والقيام بعمليات جهادية في الجبال الحدودية الهدف منه هو غلق المنافذ على الجزائر التي لم يبق لها إلاّ المنفذ التونسي، وبالتالي فإن ضرب الجزائر وتضييق الخناق عليها يمرّ عبر تونس من خلال ضرب الاستقرار الأمني وإشاعة التوتر على الحدود..
● لكن من المستفيد من حقن الأجواء على الحدود؟
ـ من يستفيد من ذلك قد تكون جهة إسلامية معتدلة ووسطية تحاول ان تقنع الرأي العام بأنها الأنسب لكي تحافظ علينا وقادرة على مواجهة هؤلاء المتشددين في مرحلة انتقالية دقيقة ينبغي المحافظة فيها على استمرارية الدولة، وكذلك هناك أطراف سياسية ترغب في إطالة عمر المرحلة الانتقالية من خلال الدفع إلى زعزعة الأمن، فالمناخ العنيف يهدّد الانتخابات القادمة وإنجاز الدستور.. كذلك هناك مخطط لتخويف شعوب دول الجوار وإثارة خشيتها من تسرّب الثورة وتبعاتها اليها، وبالتالي ما يحدث في تونس تتداخل فيه العوامل والأيادي الداخلية والخارجية..
● لكن هل حازت القاعدة موطئ قدم في تونس؟
ـ القول بأن القاعدة قد حازت موطئ قدم في تونس.. قول فيه الكثير من المبالغة، فالعمليات الجهادية على الحدود زمن بن علي كانت أكثر بكثير من الآن، لكن هناك مبالغة اعلامية هدفها تخويف الرأي العام، وكذلك لا ننسى أن "البروباغندا" الارهابية قد تثير العقيدة النائمة في صدور من يحملون الفكر الجهادي دون أن يكونوا فاعلين، ولكن تحت التأثير الاعلامي قد تتحوّل فكرة الجهاد الى فعل وممارسة..
● هل تتمّ في تقديركم عمليات تخزين للسلاح في بلادنا؟
ـ نعم السلاح موجود في تونس.. وتونس منذ زمن لم تعد معبرا بل صارت مقرّا للسلاح..
● هل يمكن أن تشهد المدن التونسية عمليات تفجيرية؟
ـ لا أستبعد ذلك وأعتقد أن هذه الجماعات وحسبما عرف عنها قد تقوم بتفجيرات من خلال تفخيخ بعض السيارات والقيام بعمليات اغتيال بما في ذلك اغتيال شخصيات عسكرية، فالمؤسسة العسكرية في تونس مستهدفة جدّا في تونس، فما يحدث في الجبال قد ينتقل الى المدن لتشهد حرب شوارع وعصابات مسلحة، فشبح السيناريو الجزائري يخيّم على تونس..
● هل تواجه اليوم الجزائر وتونس عدوّا مشتركا يجب التنسيق للقضاء عليه؟
ـ هناك تنسيق أمني ومخابراتي كبير بين البلدين، فالهدف من تأزيم الوضع في تونس هو ضرب الأمن والاستقرار الجزائري أيضا، واليوم المجهود الأمني مضن وشاق خاصّة من الجانب التونسي بالنظر لهشاشة الدولة التي تتخبّط في هذه المرحلة الانتقالية ومهددة بتواصل هذه المحن اذا ما تواصلت المرحلة الانتقالية، كما أن هناك أوراقا استخباراتية في المنطقة مخفية، كما أن بعض الجهات الامنية في تونس تعرف الحقيقة ولا تريد الإفصاح عنها، والخطر يكمن في كون هذه الجماعات من السهل التحكّم فيها والتأثير عليها وبرمجتها وفق أهداف محددة حتى ولو عن بعد أو عن طريق الانترنات، ونحن طالما تساءلنا عن الجهات التي تحرّكها لأنه أحيانا يكون الغباء أخطر من العمالة..