كشفت مجلة "ليدرز" عن شكوى حررها اول رئيس للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة بتاريخ 2 فيفري 1989 بغاية رفع…
ضية ضد بن علي. وقد نشرت المجلة نسخة من الشكوى المحررة بخط يد بورقيبة والتي وجّهها لوكيل الجمهورية بالمنستير. وقد تحدث بورقيبة في رسالته على كيفية عزله وابعاده عن غير وجه حق من قبل بن علي وبطريقة غير قانونية لم يقبلها كما عبّر عن استعداده للمثول امام المحكمة والدفاع عن نفسه عن أي جريمة يتهم باقترافها طوال سنين نضاله من اجل الوطن. ولدعم شكواه ضد بن علي طلب بورقيبة في رسالته من وكيل الجمهورية ان يستقبله لكي يقدّم له اكثر تفاصيل ووثائق وصور تثبت دعواه.. وقد استهل الراحل بورقيبة رسالته بما يلي: "الحمد لله وحده والصلاة والسلام على النبي حضرة السيد المحترم وكيل الجمهورية بمحكمة المنستير المكتوب صادر عن الحبيب بن علي بن الحاج محمد بورقيبة اول رئيس جمهورية على البلاد التونسية ولد بالمنستير في 3 اوت 1903 " ثم قام بعرض شكواه ضد بن علي بعد ان ذكّر بكل فخر ما قام به خلال الاستعمار وبعد استقلال تونس وعن مجهوداته من اجل ارجاع العلاقات التونسية الفرنسية ذاكرا شهادة الرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتيران" وواصفا الطريقة التي قام بها بن علي بعزله بالمنستير. وقال بورقيبة "…لقد تم عزلي في بيت والي المنستير…ولا يمكنني الخروج الا بإذن منه ولا استطيع استقبال أفراد عائلتي، …صحيح إنني غير محروم من شيء وكل شيء متوفر لكنني لا استطيع حتى زيارة منزل والدي علي بورقيبة ومنزل عمي…". وقد عبر الحبيب بورقيبة عن رفضه عيش في سجن، حسب تعبيره متسائلا عن الجريمة التي ارتكبها ليعامل بمثل هذه الطريقة كما طالب بالسماح له بحرية التنقل قائلا" اريد الالتقاء بأصدقائي وبكل سكان المنستير" مصرا بكل جرأة ان يتم طرح قضيته أمام الرأي العام. كما ذكّر بورقيبة في رسالته وفي مناسبتين بأنه في حال وجود خطر يحدق بالبلاد فانّ فرنسا لن تتخلى عن تونس.