بالحاج يرد على الطالبي: الطالبي , كفاك زيفا واستهتارا
زووم تونيزيا
| الخميس، 21 مارس، 2013 على الساعة 00:23 | عدد الزيارات : 668
ترددت في التعليق على الدكتور محمد الطالبي في مقالة بجريدة المغرب 9 مارس 2013 بعنوان( نداء لانقاذ تونس من…
كتاتورية دينية...) فكثير من اللغو واللغط يكفيك انفضاحه التلقائي وشهادته على نفسه لما يسكنه من فظاعات وتناقضات خافضة رافعة دافعة مدفوعة ولما فيه من تهويل ومبالغات كمبالغات قصص الغول تفقد الكاتب كل جدارة واحترام فضلا عن المرتبة العلمية وما تقتضيه من توقير وإجلال... ولكني أتخذ الدكتور الطالبي مناسبة وظرفا لأحدث الراشدين المنتمين والمحتمين بصاحبة المهابة :هذه الامة الغلابة الحضارية العملاقة.
و يؤسفني.. واشفق على الدكتور الطالبي وانا اراه منجرفا بسيل مرعب من تغريب حاوله الاعداء والاغبياء منذ عقود وانفضوا عنه الى عدوان أذكى عساهم يفلحون في افقاد هذه الامة وعيها وصوابها المنهجي.. اي ان عدوان الطالبي قديم..متجاوز..مصنّف ضمن الخرافات والخزعبلات. وعليه فاني اعتبر الدكتورالطالبي حالة انفصام غريبة ولكنها مفهومة بين صفة يدّعيها(علم..تاريخ..قرآن..) وموصوف يبهت العقول والأبصار (ضعف فادح-منهج ممزق مرقع لا يكاد يبين- كلام لا يبني ولا ينبني..).انها سنوات خداعات..عجاف..اصبحت الذات فيها هي الموضوع..يحاول الواحد منا ان يفهم مواضيع الدكتور الطالبي فاذا به قسرا وغصبا يجد نفسه يبحث في الذات الكاتبة المتراوحة بين حقد وصلف وايمان يتشبه بالكفر..وديمقراطية قرانية علمانية خاشعة لربها ترجو رحمته وقس على ذلك من خبال منهجي.
هذه السنوات الخداعات أبطالها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(عدو الطالبي )هم الرويبضات..و الرويبضة كما شرحه الرسول صلى الله عليه وسلم( حبيبنا الامين ) هو الرجل التافه يتكلم في امر العامة..وهو في واقعة الحال موضوع المقال :الدكتور الطالبي كفاه الله وشفاه.
نعم كلما قرأت للطالبي وادعياء الحداثة المتهافتين أدركت كم هي كارثية حالة الثقافة بالبلاد..ثقافة لا تكاد تنقل للأحفاد الا موجبا وداعيا لاستغفارهم وتوبتهم وربما تبرؤهم من الأجداد.هؤلاء يدّعون حقّا بلا حقيقة( الضبط-الدقة-التحري-التواضع المعرفي) ويدّعون وعيا بلا وحي..ويدّعون انسانية الانسان بالاستناد الى إبليس والشيطان...ان من ينكر ان للأرض ربّا هو كمنكر الارض تماما..كمنكر حقيقة الفيزياء والكيمياء..لانه لا تستقيم حقيقة الا بربها والا فهو الكفران والجحود.. لذا نردك يا دكتور الى الحقيقة وما ادراك ما الحقيقة إلى الجانب المعرفي الموضوعي الغائب الاكبر في كل كلامك..نردك الى الوقائع والاحداث..الى اللغة والخطاب والبيان...الى الاشارة والدلالة.. كلها ادت معانيها باذن ربها ولا يمكن ان تكون ضديدا لدين ربها وهي جميعا خصوم لك شاهدة ضدك( وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون)
الدكتور الطالبي يبدل الاحداث ويأخذها بانتقاء وشهوة كانه يتخير الغلال لقفته وطاولته..فقط غايته المتواترة في الصغيرة والكبيرة هي مخالفة ما علم من الدين بالضرورة فتراه يأخذ من التاريخ كل مشتهياته من روايات الطبري ويقف عندها رغم ان الطبري يعتمد منهج الجمع والماثور اي انه ينقل مجرد نقل كل ما قيل حول الموضوع ضعيف الرواية وقويها..من المناصر والخصم..من المادح والقادح ويقول في مقدمة الكتاب( انا ناقل ولست متخيّرا و لا متحيّزا)..ولكن يتهافت تلميذ الطبري الذي لم يحسن التتلمذ لاستاذه الا انتحالا لصفة فيأتينا بروايات ضعيفة مهتزة فرحا مسرورا ولان الاستاذ الطبري مات وتوفي منذ قرون فان التلميذ ينسب لنفسه اعداد التميز...وشهادات التفوق.. ويباهي في وسط ثقافي ومعرفي هزيل بهذا المرجع الذي تجاوزه ابن خلدون آمادا وأبعادا..ويعرض الدكتور عن الروايات الاخرى المتماسكة التي تقتضيها الطبائع قبل الوقائع ويقيس قياسا شموليا بغيضا عن الصحابة الكرام وعن الخلافة الاسلامية فقط لتشويهها رغم ان الطبري حذّره الّا يفعل فالإخبار ليس بإقرار والتهافت في الاستنتاج سطحية لا تليق بالتلاميذ النجباء... ورغم ان ابن خلدون علمه وعلمنا انه لابد من عرض المنقول على ما عندنا من قواعد وأصول اي ان العمران البشري يجب ان يتحكم في الرواية التاريخية..وهذا اول درس في دراسة التاريخ والتأريخ.
هكذا يفعل الدكتور ببساطة التلميذ المبتدا الذي يقتنع باول جملة في اول كتاب او بسذاجة العامي الذي يأتيك بالخبر ودليله الوحيد(قالوا في الجريدة...)
زد على ذلك فالدكتور الطالبي من تمام علمه وموضوعيته المؤسسة لفهم جديد للاسلام والامة يبدو ويبدأ ناسخا وناقضا لكل السابقين بما فيهم محمد صلى الله عليه وسلم وسنته وسيرته فالدكتور البديع في بدعته يردّ احاديث النبي الاكرم ويعتبرها رواية باطلة رغم تعددها وتواتر الكثير منها المادي او المعنوي القولي او العملي..اما رواية الطبري التي هي في جلها اقل من مراتب الاحاد الموثوقين مرسلة في غالبها فهي عنده المقدمة المبجلة المقدسة..ورغم ان السنة النبوية حفظت موصولة بالعمل دون انقطاع..وباعتمادها اليومي المسترسل في الخطب والدروس ودوائر القضاء وسائرأنشطة المسلمين ورغم ان مدوّني الاحاديث لم ينشؤوا من عندهم وانما صنفوا احاديث موجودة سارية جارية ورتبوها ترتيبا علميا باكثر مناهج الدقة التي عرفها التاريخ ويشهد بذلك أعتى عتاة الاستشراق فاين الطالبي من كل هذا؟ اين المنهج يا دكتور؟ واين المصداقية المعرفية؟اين التفصيل والتنزيل؟ العلم لا يؤخذ بالاجمال والاهمال..يؤخذ بالدّقيق الأدق. وعملا بالقاعدة المحكّمة ( نقيض الكلية السالبة جزئية موجبة)..نبطل بهذه الاية فقط نقضك الكلي لسنة الرسول( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وبقية الادلة لا تستوعبها مقالة بل كتب ومجلدات وناظر يبصر وسامع يعقل.
والذين أصّلوا وفصّلوا وأتشرف بالتتلمذ لهم هم مثلنا يحبّون سيرة نبيّنا ويقتدون بها نبراسا معرفيّا وتشريعيّا..ويقرّون ويصرّون اعتقادا أن الخلافة هي أمّ الفرائض وبانعدامها أو ضعفها خراب العمران ونضرب لكم من أقوالهم أمثالا:
يقول ابن خلدون: (إن المُلك لا يتمّ عزّه إلّا بالشريعة والقيام لله بطاعته والتّصرف تحت أمره ونهيه). ويقول المستشرق هاملتون جب الذي فاته الطالبي استشراقا واستغرابا: (كان ابن خلدون يرى أن الدين أهم شيء في الحياة وأنّ الشريعة هي الطريق الوحيد إلى الهدى)
ويقول ابن خلدون: (إنّ نصب الإمام واجب قد عرف وجوبه في الشرع). ويقول أستاذنا ابن حزم: (اتّفق جميع أهل السّنّة وأهل الشّيعة وجميع الخوارج على وجوب الإمامة)
ويقول المفترض أنّه أستاذك وأستاذي الطاهر بن عاشور: (إنّ وجوب الخلافة بلغ مبلغ التواتر المعنوي).
إذن يا دكتور لك في الخلافة والشريعة اللّتان اتّخذت تجاههما موقف العدوان والسّخرية زاجران:
ــ الزاجر الأوّل عقائدي: فدينك قد نصّ وأمر بهما بكلّ وضوح وبمئات الأدلّة وبحكم المنهج السائد الكامن في القرآن والسنة.
ــ الزاجر الثاني معرفي: فلا يعقل لمن يدّعي القدرة على هدم بناء معرفة أمة طيلة قرون ونسخ جذر عقائدي هوالسّنّة النبوية ويدعي وأنّه الرائد المبشّر، لا يُعقل أن يكون ضحلا كل هذه الضّحالة..مستخفّا كل هذا الاستخفاف فاطلب يا دكتور النّصوص والمنهج والوقائع خاليا من الضغينة ومن ولاية الغرب الاستعمارية الاستعبادية وسترى أنّك أهدرت وقتا وجهدا في الصعود إلى عمارة خاطئة كلما ازددت صعودا ازددت ضياعا وبعدا.
انك يا دكتور بفكرك هذا الشاذ تتشابك معرفيا مع أمة بأسرها وتاريخ بكامله وفقهاء وعلماء ومفكرين أفذاذا كانوا منارات للبشرية جمعاء يوم كانت أوروبا ظلماء لذلك فاول ضحاياك المعرفة.. التي و للاسف اصبح سقفها واطئا يستخف بها الاشباه و الادعياء وينتحلها الضعفاء العملاء... إلهذا الحد جعلنا الاستعمار أهواء تتدافع.. والادهى اننا نتباهى بالجهالة الجهلاء؟
نرد عليك يا دكتور في المرة القادمة ردا معرفيا مفصلا ببيان ان الاسلام قران وسنة لا ينفكان وليس حرية وديمقراطية كما زعمت وان الخلافة فرض ومن كانت معركته مع الخلافة فمعركته مع النبوة وان الشريعة هي خطاب الشارع(الله) المتعلق بافعال العباد وليست كما زعمت بشرية وشركا بالله؟؟ وستعلم ان اول شروط الحقيقة ألا تستحي منها فهي ساطعة كاشفة وثاني شروطها التواضع والتوبة(ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور)
أما حديثك عن الغنوشي فلا يهمنا في كثير ولا قليل.
و السلام.
رضا بالحاج
رئيس المكتب الاعلامي لحزب التحرير تونس