تحليل الأستاذ رضا بلحاج تحت عنوان: البلاد لن تهدأ قبل كشف الأخطبوط
زووم تونيزيا
| الثلاثاء، 26 فيفري، 2013 على الساعة 01:18 | عدد الزيارات : 519
الصريح 25 فيفري 2013
الكشف عن مخزن للذخيرة و اللأسلحة النارية المتطورة بمنطقة المنيهلة،وحصول ملاحقات أمنيّة…
مجموعة مسلحة بسيدي بوزيد والقصرين ،وسقوط قتيل في قبلي إثر معركة بين عرشين استخدمت فيها بنادق صيد...تطورات خطيرة شهدتها البلاد مؤخرا،كشفت عن هشاشة الوضع الأمني بعد مدة وجيزة من جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد ،وبالتزامن مع تأزم الأوضاع السياسية بالبلاد.
والجدير بالذكر أنها ليست المرّة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مخابئ للأسلحة من كلاشنكوف ومتفجرات وقنابل وغيرها من أنواع الأسلحة الأخرى،إذ سبق أن أماطت الوحدات الأمنية اللثام عن كميات هامة من السلاح بأحد المنازل في جهة دوار هيشر،غير بعيد من جامع النور...
فما هو مصدر هذه السيناريوهات المتكررة التي تُدخل في نفوس التونسيين الذعر والخوف والحيرة والتساؤل ؟...ولماذا توجّه أصابع الإتهام للسلفيين قبل أي جهة أخرى؟ ومن يريد إدخال البلاد في دوامة من العنف والإحتراب؟
أسئلة تطرح بشدة على وقع ما عشناه من أحداث عقبت صدمة اغتيال شكري بلعيد ولعلعة الرصاص في وضح النهار،ثم التهديدات بالإغتيالات وإطلالة العروشية والعنف والمخابئ للأسلحة والحديث عن خلايا إرهابية،في نفس الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة سياسية حادة وخانقة.
الناطق الرسمي باسم حزب "التحرير" رضا بلحاج،قال في حديثه ل "الصريح" عما حدث ويحدث في البلاد،أن ظهور السلاح في بعض المناطق في الجمهورية،إلى جانب تحريك نعرات العروشية والتهديدات بالإغتيالات بعد جريمة اغتيال شكري بلعيد،تزامنا مع تأزم الوضع السياسي،يحيل إلى اشتغال "ماكينة" تعمل في نطاق أجندا كاملة يراد منها إجهاض " السلطة" في تونس وإدخال البلاد في حالة من الفوضى والعنف والخوف.
مخطط ممنهج...
أمام تواجد البلاد في وضعيّة انفتاح كل المنافذ والأبواب لتسرّب التهديدات والمخاطر من الداخل والخارج،وجب التجند لتأمين الثورة وحمايتها ،وأضاف رضا بلحاج أن الأحداث التي عاشتها البلاد في وقت سابق ،منذ أحداث العبدلية والسفارة الأمريكية ودوار هيشر،وصولا إلى اغتيال الحقوقي والسياسي شكري بلعيد،وما تلاه من انفلات أمني من خلال التهديدات بالمزيد من الإغتيالات وظهور مخزن الأسلحة ومجموعات مسلحة،تكشف جميعها عن وجود مخطط ممنهج ومبرمج، الهدف منه خلق وضعيات جديدة بالبلاد،في تزامن مع ما تمرّ به من أزمة سياسية حادة.
وحول ما ينسب للمنتمين للتيار السلفي من اتهامات بالضلوع في تلك الأحداث،وآخرها مسك أسلحة ضمن المحجوزات بمخزن المنيهلة،أوضح محدثنا أنه لئن يقع بعض من الشباب السلفي في أخطاء سواء جراء التغرير بهم ،أو بإرادتهم ومن تلقاء أنفسهم،فإن من يقف وراء كل الأحداث التي ما إن تختفي لفترة قصيرة،حتى تعود مجددا للظهور،في سيناريو ممنهج وخطط له،هو أخطبوط يتحرك داخليا وخارجيا .
لماذا الإقتصار على نصف الحقيقة...؟
غريب حسب رضا بلحاج أن تبقى ملفّات حسّاسة كملف أحداث السفارة الأمريكية و"العبدلية"،غامضة،حيث لم يتمّ الكشف سوى عن نصف الحقيقة،مثلما هو الحال كذلك بالنسبة لحادث اغتيال الداعية لطفي القلاّل في منطقة مونبليزير،إضافة إلى لغز مسلسل الإعتداءات على مقامات وأضرحة الأولياء الصالحين،في تلاعب صارخ بصناعة الحدث، لإلهاء الرأي العام عن الغابة التي تخفي الشجرة،وللترهيب في الآن ذاته،يعني لضرب عصفورين بحجر واحد.
وخلص مستجوبنا إلى التأكيد على أن العديد من نقاط الاستفهام ،وكثيرا من الأسئلة ذات العلاقة بأحداث وملفات خطيرة، بقيت دون أجوبة وبلا توضيحات للحقيقة كاملة .وما لم يتمّ الكشف عمّا يحاك داخليا وخارجيا من مؤامرات ومخططات،فإن البلاد تبقى مفتوحة على كل السيناريوهات والإحتمالات لمواجهة الأخطار والتهديدات،كما أن الثورة تظل في مهب كل هذه المخاطر التي لا بد من التصدي لها بكل الوسائل الممكنة.
الأمن مطلب جماعي ملحّ...
تزامن الهشاشة الأمنية بالبلاد مع الأوضاع السياسية الإستثنائية،وخروج علي العريض من وزارة الداخلية للدخول إلى القصبة رئيسا جديدا للحكومة،يطرح تساؤلات عن كيفية وضع حد للعنف والإرهاب وللتهديدات ،وكذلك لحالة الخوف والذعر التي أصبح عليها التونسيون،خصوصا إثر جريمة اغتيال شكري بلعيد،و انتشار الأسلحة في مواقع ومناطق من الجمهورية؟
ويشار إلى أن العديد من السياسيّين والملاحظين المتابعين لكل ما يجدّ في البلاد من تطوّرات وأحداث تسير ضمن سياق منهجي ،يشاطرون الناطق الرسمي باسم حزب "التحرير" رضا بلحاج ،في كون الثورة تتعرض إلى مؤامرات من الداخل والخارج...
لكن الأمن يظلّ مطلبا جماعيا ملحّا ومتأكّدا للبلاد والعباد ،في ظل تزايد التهديدات والمخاطر المختلفة، وفي مقدمتها الإرهاب و"الترهيب"...