سالم الأبيض: دم شكري بلعيد ودعاوى وضع تونس تحت الوصاية الدولية
زووم تونيزيا
| الأحد، 24 فيفري، 2013 على الساعة 23:59 | عدد الزيارات : 551
قال سالم الأبيض الدكتور في علم الاجتماع السياسي في صحيفة الحصاد الأسبوعي لعدد يوم السبت 23 فيفري، إن الدعوة…
لتي يطلقها بعض رموز المعارضة للتدخل الأجنبي في تونس عُرفت سابقا في الانثروبولوجيا السياسية بالقابلية للاستعمار وقد خلنا أن أيام تلك القابلية التي هي طريقة في التفكير وهزيمة للذات لدى بعض النخب الفكرية والسياسية أكثر منها واقعا موضوعيا، خلنا أن تلك النفوس الذليلة المهزومة قد ذهبت أيامها إلى غير رجعة واعتقدنا أن نخبنا السياسية والفكرية تتمثل جيدا مقولة "تجوع الحرّة ولا تأكل من ثدييها".
وأضاف الأبيض أن النخب التابعة تعود إلى عاداتها السرية وتتجرأ على الدعوة إلى التدخل الأجنبي في شأننا الداخلي والوطني ولم تسعفها الكتب الكثيرة التي قرأتها عن تجارب الأوروبيين والأمريكان ومختلف الشعوب الحرة في آسيا وأمريكا اللاتينية والتي تروي لهم كيف خاضت تلك الشعوب الحروب تلو الحروب وقامت بالثورات وضحّت بأشباه الرجال وأشباه النخب من أجل أن تبني إرادة وطنية وشأنا وطنيا خالصا لا يتدخل فيه غيرها من الشعوب والدول الأخرى. ومازالت النخب القابلة للاستعمار بعيدة حتى عن فهم مغزى الثورة التونسية وجوهرها الحقيقي الذي هو استكمال لاستقلال لم يكتمل".
وتابع سالم الأبيض قوله "كان على النخب السياسية والحقوقية التي تؤسس للوصاية الدولية علىتونس أن تستنجد بالمجتمع المدني والسياسي وتخلق منه قوة عصية على الاختراق دون كلل أو ملل تطالب الحكومة بالكشف عن المجرمين قتلة المرحوم شكري بلعيد وتقديمهم للمحاكمة أو دفعها نحو الاستقالة وإن هذا الخيار يؤكد نظافة النخب ووطنيتها أما الدعوات المتتالية للتدخل الأجنبي في الشأن الوطني والبحث عن هانس بليكس جديد يتولى تفتيش غرف النوم كما حدث مع العراق زمن الرئيس صدام حسين بحثا عن وثائق الإدانة وشواهدها أو البحث عن لويس مورينو أوكمبو ثان يلاحق ساسة البلاد كما حدث مع عمر البشير الرئيس السوداني ولا يكف عن ذلك إلا بقبول هذا الأخير تقسيم السودان، فلن تكون سوى عنوان خيانة لدماء شهداء تونس من أجل استقلال حقيقي منشود على مدى التاريخ بما في ذلك دم الشهيد شكري بلعيد".