أخبار وطنية

يحدث في تونس: عالم زيتوني تونسي يُدفن بعد 50 سنة من اغتياله من قبل نظام بورقيبة

زووم تونيزيا | الأربعاء، 20 فيفري، 2013 على الساعة 15:02 | عدد الزيارات : 1531
  بعد مرور 50 سنة على إعدامه من قبل النظام البورقيبي المجرم تالة تستعدّ لدفن رفات الشهيد أحمد الرحموني يوم 3…
ارس وهو رجل دين وعلم عرف بثراء ثقافته وكان أحد أعلام جامع الزّيتونة -------------------------------------------- تستعدّ مدينة تالة هذه الأيام لاستقبال رفات الشّهيد الشيخ أحمد بن محمود الرّحموني الذي وقع إعدامه على خلفية محاولة انقلاب سنة 1962 من قبل النظام البورقيبي.. الشيخ رجل دين وعلم عرف بثراء ثقافته وكان أحد أعلام جامع الزّيتونة، كما عمل على نشر العلوم والمعرفة في ربوع الوسط الغربي بدءا من موطنه تالة وصولا إلى سليانة حيث بادر بتأسيس فرع لجامع الزّيتونة سنة 1947 تخرّج منه عشرات الطلبة الذين شغلوا وظائف إدارية في مرحلة بناء الدولة بعد الاستقلال، الفرع كان أيضا قبلة لطلاب العلم من عديد المناطق القريبة والبعيدة من تالة وغيرها. الشيخ أحمد بن محمود سجن سنة 1955 بعد أن استقال من المكتب التنفيذي للحزب الحرّ الدستوري التونسي الجديد عندما رفض أسلوب تعامل بورقيبة مع المناضلين الذين وصفهم بالبسطاء وكذلك مواصلته معاداة التيار الزيتوني العروبي الإسلامي الذي كان الشيخ أحد رموزه.. هذه الأسباب وغيرها كما يذكرها من عاصر فترة محاولة الانقلاب ساهمت في انقسام الطبقة السّياسية وتوتر العلاقات مما أدّى إلى التفكير في الانقلاب على نظام بورقيبة، وقد كان الشيخ أحمد الرحموني صحبة الشيخ عبد العزيز العكرمي من أبرز الفاعلين في المحاولة. أعدم الشيخ واعدم معه حلمه في شراء عقار كان على ملك طبيب يدعى محمّد عبد المولى لتركيز فرع جامع الزّيتونة بصفة نهائيّة بمدينة تالة، العقار ما يزال إلى الآن كما تركه الشهيد الراحل على ذمّة وزارة التربية التي حوّلته إلى تفقدية للتعليم الابتدائي، ولم يتسنّ لتلاميذه أو أبناء عرشه استكمال مشروعه التعليمي نظرا لما أقدم عليه نظام بورقيبة من ملاحقات لكلّ من يذكر اسم هذا الرجل، فحرم "عرش الرحامنية" من الحقوق المدنيّة طيلة عقود، وعاقب بورقيبة الجهة التي احتمى بجبالها وارتوى من مياهها بتهميشها وحرمانها من حقها في التنمية والتشغيل. واليوم وقد أسقط الشعب نظام الاستبداد والظلم الذي كان وفيا للنظام البورقيبي في محاصرة وملاحقة المناضلين أحياء أو أمواتا، سيعود الدرّ إلى معدنه وسيستقبل أبناء تالة بكلّ شرائحهم يوم 3 مارس رفات الشّهيد "أحمد الرّحموني" ليوارى الثرى في مقبرة المدينة مع شهداء ثورة الحرية والكرامة.. بعض الشباب في الجهة طالبوا في بيان علق على جدران المقاهي بتغيير اسم شارع بورقيبة بشارع أحمد الرحموني كما دعوا الأهالي للمشاركة بكثرة في تشييع الجنازة.  
آخر الأخبار