وأضاف رئيس الجمهورية في افتتاحه اليوم السبت بقصر المؤتمرات بالعاصمة لندوة طوكيو الدولية للتنمية في افريقيا "تيكاد 8" التي تنتظم بتونس يومي 27 و28 أوت ، أن أفريقيا تعيش مفارقة كبيرة بين ما تزخر به من ثروات طبيعية وقدرات بشرية وبين ما تعيشه من حالات البؤس والفقر والافتقار إلى الكثير من المرافق الأساسية، مؤكدا ضرورة البحث عن السبل التي تمكن الشعوب الافريقية من تحقيق الآمال والتطلعات التي كانت تراود الجيل الأول من القادة الأفارقة اثر الاستقلال.
وقال "إن القدرات البشرية هي الثروة الحقيقية التي تعتز بها تونس وسنعمل على إيجاد الظروف المناسبة لاستغلالها موجها رسالة طمأنة للمستثمرين بقوله "سنعمل على توفير الظروف المناسبة للاستثمار وخلق ظروف تسمح للمستثمرين بالعمل في مناخ آمن ".
واعتبر قيس سعيد أن وضع الدول الافريقية منذ اكثر من نصف قرن يعود الى العديد من الأسباب وفي مقدمتها التدخلات الخارجية وغياب المؤسسات وغياب العدالة الاجتماعية المنشودة "وانه من المؤسف اليوم ان نرى في افريقيا وخارجها من يبحث عن الماء او عن دواء مفقود او مدرسة في الهواء الطلق".
وجدد الإشارة إلى أن العالم يمر بمرحلة جديدة ويشهد تغيرات سريعة بعد جائحة كورونا وما نتج عنها من مآس وخسائر بشرية وبسبب عديد الحروب التي بدأت تندلع هنا وهناك وهو ما يفرض البحث عن تصور وآليات جديدة لتحقيق انتظارات الشعوب الافريقية وآمالها ، مضيفا أن "اليابانيين بتجربتهم وإمكانياتهم وتصورهم للعلاقات مع الدول الافريقية يمكن أن يحققوا هذه الأهداف والانتظارات. وقال في هذا الصدد " نلتقي اليوم مع شريك نجح في تحقيق زواج تاريخي بين الاحتفاظ بثقافته وقيمه واختصار المسافة بسرعة قصوى لينجح في ظرف وجيز في أن يكون في مقدمة الدول المتقدمة ويحقق تطورا يشهد به العالم بأكمله".
وبين من جهة أخرى أن تونس تدعو منذ دخول العالم في هذه المرحلة الجديدة الى خلق توازن جديد في العالم ومعالجة القضايا الرئيسية التي تهم افريقيا بالخصوص بطريقة مختلفة وفق مقاربة إنسانية يكون فيها الإنسان هو المركز والمحور وتحترم فيها الحقوق التي كرستها عديد المواثيق والصكوك الدولية.
ولفت أيضا إلى أن جائحة كورونا أثبتت في بدايتها على الأقل أن التعاون الدوليلم يكن كافيا ولم يكن بالمستوى المطلوب وهو ما تجسد بالخصوص في عدم التوزن في توفر اللقاحات بين الدول الافريقية وغيرها من الدول الاقل نموا مقارنة بالجانب الآخر من العالم