مقاﻻت رأي

لهذا سأصوت للمرزوقي في الانتخابات الرئاسية

عادل بن عبد الله | الجمعة، 19 سبتمبر، 2014 على الساعة 10:48 | عدد الزيارات : 1165
زووم|تونس   لهذا سأصوت للمرزوقي في الانتخابات الرئاسية 1- سأنتخب المرزوقي لأنه "مناضل حقوقي" ليس له أي عداء…

رضي أو ماهوي للإسلاميين ولكنه في الوقت ذاته لا يمكن أن يتماهى مع الخطابات الطائفية أو الراغبة في أسلمة الفضاء العام بالانقلاب أو بالتدريج، وهو أيضا من القلائل الذين فهموا حقيقة "القطيعة الجذرية" التي أدخلتها الثورات العربية على منطق الحقل السياسي، الأمر الذي جعله يقبل بالشراكة مع الإسلاميين (على عكس اليسار الثقافي والمترسبات الايديولوجية الأخرى). 2- سأنتخب المرزوقي لأنه الوحيد الذي لم يتاجر بقضية المرأة ولم يظهر أي انحياز ايديولوجي لخطاب من الخطابات المتنازعة على "اختزال" المجال العام في اختياراتها ومصالحها المادية والرمزية، وهو ما يعني أنه سيكون "ضامنا" لحرية النساء جميعا بصرف النظر عن المضاف الاجتماعي 3-سأنتخب المرزوقي لأنه من المترشحين القلائل الذين لم يكونوا جزءا من نظام بن علي (سواء أولئك الذين كانوا في مركز النظام أو على هوامشه "المدجّنة"، أو أولئك الذين كانوا جزءا من "النظام" ومن آليات اشتغاله وشرعنته رغم معارضتهم"الظاهرة"(والصادقة) ، أي كانوا جزءا من اختيارات النظام الاستبدادية بدءا من دورهم الإعلامي والسياسي والأمني في محرقة الإسلاميين أوائلَ تسعينات القرن الماضي) 4- سأنتخب المرزوقي لأنه غير مسنود من أي جهة انقلابية(الجبهة الشعبية والأحزاب النيو-تجمعية) وغير مسنود أيضا من أي جهة التفافية( مونبليزير والقيادات "شبه التجمعية" في النهضة)، ولأنه لم يكن يوما رهانا من رهانات "الدولة العميقة" ونواتها الجهوية-الأمنية-المالية، كما أنه الشخصية السياسية الوحيدة التي ظل وكلاء الدولة العميقة (يمينا ويسارا) معادين لها في الحد الأقصى أو محترزين منها في الحد الأدنى 5- سأنتخب المرزوقي لأنّ صلاحياته المحدودة لم تمنعه من أن يكون الحصن الأخير أمام كل المحاولات الانقلابية الرامية إلى العودة الى مربع 13 جانفي 2011 والانقلاب على ارادة الناخبين، كما أنه لم يوظف صلاحياته لضرب المرتزقة الذين كانوا يستهدفونه بسبب أو بدونه( ففلسفته كانت دائما الكثير من الحرية التي ستتنظم بالتعديل الذاتي أفضل من التدخل السلطوي لكبح تلك الحريات حتى عندما يكون كلفة ذلك هو التعرض يوميا لأكاذيب الترسبات التجمعية وحلفائهم في الإعلام النوفمبري في منابره العمومية والخاصة) 6-سأنتخب المرزوقي لأنه "شخصية وطنية" حقيقةً لا مجازا، لأنه استطاع أن يخترق السياج الحزبي والمنحدر الجهوي والخلفية الايديولوجية (على عكس أغلب "الشخصيات الحزبية" التي تظل رغم ادعاءاتها كلها مجرد شخصيات"ايديولوجية" و"صدامية" أو شخصيات ذات تضامنات وشبكات"جهوية" بالأساس مما يجعلها "شخصيات لاوظيفية" في سياق التأسيس للجمهورية الثانية)، 7- سأنتخب المرزوقي لأنه شخصية حقوقية ومناضل سياسي لم يقبل يوما أن يكون شاهد زور أو "طابورا خامسا" في استراتيجيات الهيمنة التي انتهجها بن علي ونظامه المافيوزي منذ سنة 1989، كما أنه لم يكن جزءا من شبكات تبادل المنافع التي "ذوّبت" الاختلافات الايديولوجية بين الليبراليين واليساريين ووحدتهم لمواجهة الإسلاميين مبشرة بذلك بأكثر من عشرين سنة من الاستبداد والفساد (بدعوى حماية النمط المجتمعي التونسي) 8- سأنتخب المرزوقي لأنه جعل قصر قرطاج مكانا للحوار والتثاقف لا مكانا للإقصاء على أساس طبقي أو جهوي أو ايديولوجي، وهو ما لم يفهمه عبدة "الصوت الأوحد" و مدمنو الارتزاق على أساس ايديولوجي أو جهوي، ولكنه عداء مفهوم بحكم تعارض مصالحهم الرمزية والمادية مع أي انبثاق لنخب حقيقية تظهر "عراءهم"، اللهم الا من أوهامهم وأوثانهم التي لا تسوى عند النقد والتمحيص الا القليل. 9- سأنتخب المرزوقي لأنه أثبت مقدرة استشرافية لا تجارى في استباق المسارات المتعثرة للتحول الديمقراطي واقتراح الحلول"الواقعية" لها ، فهو الشخصية السياسية الوحيدة التي دعت الى فترة انتقالية تمتد على ثلاث سنوات (وهنا نحن نعيشها الان)، وهو أيضا من القلائل الذين دعوا الى انتخابات بلدية تعقب انتخابات التأسيسي(وهو مقترح رفضته النخبة السياسية وهنا نحن نعيش النتائج الكارثية لهذا الرفض في مستوى عمل النيابات الخصوصية) 10- سأنتخب المرزوقي لأنني لن أخشى من التضييقات الأمنية حين أنتقده أو أعارضه، ولأنه أثبت أريحية في التعامل مع خصومه ارتفعت بسنوات ضوئية فوق الطريقة "الاستبدادية" التي تعامل بها غيره من"الرموز" مع قيادات أحزابهم، وسأنتخبه أخيرا لأنني مؤمن بأنّ "الجمهورية الثانية" لا يمكن أن تؤسّس بالضغائن الايديولوجية و لا بالعصبيات الجهوية و لا بالارتباطات "المشيوهة" بالدولة العميقة و"وكلائها" السياسيين والإعلاميين والجامعيين، وهو ما يعني أنّ ترسيخ القطيعة التي حصلت بعد 14 جانفي 2011 لن تتم الا بشخصية وطنية قادمة من خارج "النظام" لا من مركزه أو من هوامشه "الوظيفية" (سواء تلك الهوامش المدجنة او المعادية له "صوريا" والمتحالفة معه موضوعيا).