[caption id="attachment_112207" align="alignright" width="169"] مخلوف بريكي[/caption]
إذا أردنا لتونس أن تكون الدّيمقراطية أحد عناوينها،…
أن يكون التّنافس السّياسي فيها نقي ودافع للتنمية والتطوّر، فإنّ عددا من المؤسّسات الحسّاسة والرّسمية يجب أن تبقى على الحياد وملك لجميع الشّعب.. الجيش، القضاء، و قوّات الأمن الدّاخلي بجميع أصنافها، كلّها معنية بالحياد وعدم التّلوّن بالألوان السّياسية الموجودة على السّاحة.. والّذين ينفّذون هذا الحياد ويعملون على تطبيقه ميدانيا هم الأفراد العاملون في تلك المؤسّسات أنفسهم.. وهنا طبعا تظهر القدرة على الوفاء للوطن ونكران الذّات ونكران الميولات الحزبية.. إنّ مقولة "من تحزّب خان" موقعها هنا في هذه المؤسّسات، و إلاّ، فتعالوا معي نتخيّل بسذاجة الأطفال، لو مثلا تحزّب الجيش.. سيكون أمرا مضحكا وحزينا في نفس الوقت.. ستسمع بأنّ فوج كذا من المشاة الميكانيكية في المدينة الفولانية أغلبه مثلا إسلاميون.. ويقال لك مثلا بأنّ لواء الطّلائع يتبع المؤتمر من أجل الجمهورية.. و جزء كبير من البحرية من أنصار حزب التحرير..! وتمرّ مثلا أمام ثكنة مدرّعات فترى على بابها صورة "السّبسي البجبوج" وأعلام نداء التّجمّع ترفرف داخلها... و الجبهة الشّعبية الحاقدة الّتي فيها "الرّبروب" النّاصر العويني وفيها حمّة ومباركة وستالينيون آخرون، تخيّلوها تستولي على الطّيران مثلا.. أليس هذا كاريكاتير...؟ عون الأمن أيضا.. لا ينبغي أن يشُمّ عليه المواطن رائحة حزبية.. المواطن يحتاج إلى حافظ أمن مخلصا لقسم أقسمه يوم لبس الزّي الرسمي بأن يكون على مسافة واحدة من كافة أطياف الشّعب.. لكن تعلمون أنّ في تونس الآن قوّات الأمن متحزّبة إلاّ القليل من أفرادها.. وتحرّكها الدّولة العميقة وجحافل التّجمّع.. فهم كانوا شركاء في استصغار الشّعب، و مطاردته والتّنكيل به وتعذيبه وقتله.. نحن للأسف لا أمل لنا على الأقلّ في الوقت الحاضر، في أن نرى أعوانا وضبّاط شرطة وحرس وأصناف أخرى من تلك القوّات زكيّة نقية مترفّعة عن التّحزّب... لم يكن من العسير عليّ أن آتيكم بأمثلة حيّة عى ما أقول، ففي ما يلي أقدّم لكم ضابط شرطة.. وهذا جوهر مقالتي، إسمه "إسماعيل غانمي".. على كتفه الأيمن ثلاث نجوم وعلى كتفه الأيسر مثلهنّ، ولكن في عينيه خبث التّحزّب، وعلى وجهه كآبة الخيانة للشّعب والوطن، وعلى جبينه علامات الغدر ونسيان القسم.. وقد اتّخذ لنفسه صفحة على الفيسبوك فإذا ذهبتم إليها، قرأتم الكارثة وعلمتم الطّامّة وفقدتم الأمل في الأمن والسّلام.. وأيّ سلام تجدونه في حمى هذا الضّابط حافظ الأمن وهو لا يتردّد أن يعلن الحرب على الشّعب إذ يقول في تدوينة من تدويناته: ((..اذا التوانسة عاودو انتخبو النّهضة و المرزوقي.. الواحد ما عليه كان يدبّر شعْب و وطن آخر أو أن يعلن ـ الحرْب ـ و ربّي يسلّكها علئ خير..)) وأسطّر كلمة: الحرب.. يعني ضابط الأمن يعلن الحرب على الشّعب إذا اختار حزبا معيّنا...!!! ثكلتك أمّك يا ضابط "الهانة ورقود الجبّانة"..!! لو كنت ضابطا بحقّ لضبطْت نفسك وأخفيت نوازعك الحزبية وبقيت ملكا للجميع...!!
ويصف هذا "القعر" الدّكتور المنصف المرزوقي رئيس الدّولة بالغبيّ..!! ألم يره في المحافل الدّولية يتكلّم بسبع لغات ويقف له الرؤساء إجلالا واحتراما..؟؟.. وقال عنه إنّه لا يقبل به "عَرْفًا" له أي رئيسا له.. وعنده حقّ فهو يتقطّع حسرة على "عَرْفِه" الجاهل مثله الهارب و القابع في السّعودية... وتكتشفون إذا ذهبتم إلى حسابه على الفيسبوك، نذالة هذا الشّخص وبؤسه وجهله وحقده على طوائف من الشّعب، وحكمه عليهم مسبّقا، وتهديده لهم، وتلمسون حقارته وفراغ عقله، فضلا على تلوّنه الحزبي وخيانة مهنته.. والغريب أنه يستعرض صوره بزيّه الرّسمي الّذي أصبح لا قيمة له وهو على ظهره.. بل إنّ بردعة الحمار تصبح عندي أهمّ ممّا يلبس على جلده هذا الغبي... للأسف لن تنهض تونس وفيها مثل تلك الخفافيش الخونة سقْطُ النّاس.. هذا الضّابط البائس، لا شكّ كان في أيام الهارب بن علي يجلد الشّباب والطّلبة ويقعدهم على قوارير ويربط ذكورهم وينزع الخُمُر عن الفتيات و يغتصبهنّ... هذا الجرذ لا يقدّم للشّعب أمنا وهو يتوعّده بالحرب في تدويناته ويسخر من رئيسه و مؤسّساته.. ذكّرني بمسخرة زملائه الّذين هتفوا: "ديقاج" في وجه الرّؤساء الثّلاثة منذ أكثر من سنة.. وأظلّ أردّد دائما لو كان الشّعب شعبا حقيقيا ما تزحزح أيّام الثّورة العتيدة من أمام وزارة الإرهاب الملآنة بالجرذان مثل صاحبنا هذا حتّى تُخلَى من فئرانها وتسلّم إلى تجّار خضار وسمك فيجعلونها سوقا لهم.. وأيضا جيشنا ليس بجيش أبدا ما لم يُخْليها ممّن فيها ويقْصفها بالمدافع حتّى يسوّيها بالأرض ويريحنا من كوابيسها ومن أمنييها المتمرّدين على القانون... لكن أقول أيضا وحتّى أقطع الطّريق على الظّلمة الّذين يترصّدونني فيما أكتب وينتظرون لي يوما، أنّ وزارتهم مثلها مثل أي قطاع آخر، فيها رجال صادقون ومخلصون للوطن، أستثنيهم ممّا أصف.. في الأخير أضمّن مقالتي هذه صورا لجرذ الشّرطة الّذي يحمل النّجوم فوق كتفيه والغلّ والحقد لهذا الشّعب بين جنبيه وصورا لتدويناته قبل أن يقوم بمسحها... وإسم حسابه التّالي: Ghanmi Ismail