مقاﻻت رأي

الأحزاب الإسلامية في تونس ورهان الاستحقاقات الانتخابية القادمة

زووم تونيزيا | السبت، 16 أوت، 2014 على الساعة 23:37 | عدد الزيارات : 2995
لا يعرف الرأي العام العربي والدولي والمتابعين للوضع التونسي، سوى حزب حركة النهضة والذي غطى وجوده في واجهة…
لأحداث و باعتباره أكبر الأحزاب التونسية، على بقية مشهد الأحزاب والتنظيمات الإسلامية طوال العقود الأخيرة، فما هي رهانات تلك المكونات الإسلامية على الاستحقاقات الانتخابية وما هو مستقبل وجودها التنظيمي بعد الانتخابات القادمة ؟ 1- حزب حركة النهضة: الواقعية السياسية وهو أهم مكونات الترويكا الحاكمة قبل 26 جانفي الماضي، و وهو الحزب الذي خرج بعد سنتين من الحكم اختيارا و بحثا عن التوافق الأوسع حول الدستور و حول ما تبقّى من المرحلة الانتقالية، وهو حاليا بصدد اختيار قائماته للتشريعية في حين لم يحسم في خياراته بالنسبة للرئاسية ملوحا بورقة المرشح الوفاقي، وقالت مصادر قيادية في أكثر من تصريح صحفي أن المكتب التنفيذي يعقد جلسات ماراطونية منذ عيد الفطر لإحكام الخيارات خاصة أن استراتيجيه المرحلية تقوم على التأقلم مع متغيرات إقليمية ودولية، ويؤكد المتتابعون أن حركة النهضة لن تشهد أي انقسام على عكس خصومها السياسيين لأنها تعرف كيف تدير خلافاتها الداخلية ... 2- حزب التحرير : الاصرار على المقولات الكلاسيكية تم تأسيس تنظيم لحزب التحرير في منتصف السبعينات، بينما تم إيقاف أغلب قياداته سنة 1983 وعرف منطق المواجهة والاعتقالات في محطات عدة، واستطاع إعادة التنظم بعد الثورة ةقد تم الاعتراف به في أوت 2012، و حسب التقييم الحالي للحزب من الوارد مقاطعته للانتخابات الرئاسية و خوضه الانتخابات التشريعية بشكل منفرد، وفي الواقع لم يتطوّر خطاب حزب التحرير في تونس وبقي يدُور حول المقولات الكلاسيكية له (الخلافة – الدستور الإسلامي). 3- تيّار "المحبة" وهو تيار يقوده ويرأسه صاحب قناة المستقلة، عرف باسم العريضة الشعبية، وعرف انشقاقات عدة منذ سنة 2012، وغادره أغلب نوابه حيث التحق أكثر من 15 نائبا بأحزاب أخرى ويصر الحامدي على قيادة الحزب من الخارج كما يعمد إلى استعمال خطاب شعبوي، حسب اتجهات التصويت لن يحصل فيها الحزب على نفس النتائج وهو أمر منتظر لتغير المعطيات والوقائع وطبيعة الخلافات في الحزب طيلة سنتين .. 4- بقية فسيفساء الاحزاب الإسلامية تأسّست العديد من الأحزاب الإسلامية بعد الثورة وهي (اعتمادنا التسمية أو بناء على الأهداف والأدبيات والمواقف والبيانات المعلنة: • الأحزاب السلفية: وهي أحزاب العمل والإصلاح والرحمة والأصالة و حزب الزيتونة ( بقيادة عادل العلمي وهو مرشح للرئاسية)، وهي أحزاب لم تستطع البروز رغم عقدها لبعض الندوات والملتقيات، وهي أحزاب ستعمد قياداته لترأس بعض القائمات المحدودة في بعض الجهات... • أحزاب إسلامية متأثرة بالتجربة التركية: وهي أحزاب عدة سواء أسسها مناضلون إسلاميون نشطوا سابقا في النهضة أو في التيار الإسلامي في الجامعة في عقد الثمانينات، ومن بينها حزب البناء الوطني أو حزب الكرامة والمساواة ، أو الحركة الوطنية للعدالة، أو حزب العدل والتنمية (بقيادة العسكري السابق محمد صالح حيدري وهو احد المرشحين للرئاسة) وحزب العدالة والتنمية ( بقيادة عبد الرزاق العريبي وهو مرشح للرئاسية أيضا)، أو حزب الكرامة والتنمية... • أحزاب انصهرت أو تلاشت واقعيا: وهي أحزاب عديدة على غرار حزب الأمانة و حزب اللقاء الديمقراطي (التحقت قيادته أخيرا بحزب المؤتمر) أو الحركة التونسية للعمل المغاربي، أو حزب الكرامة والعمل (بقيادة الخبير عادل الهنتاتي) أو حزب العمل والتنمية ( بقيادة عبدالواحد اليحياوي والذي التحق بالحزب الجمهوري),,, 5- مستقبل الأحزاب الإسلامية في أفق انتخابات 26 أكتوبر • عمليا تعتبر العديد من الأحزاب الأخرى، أحزابا إسلامية من بين الأحزاب القانونية التونسية المعترف بها (أكثر من 190 حزبا)، على غرار حزب الوحدة(بقيادة بشير الرويسي، وهو حزب تتهمه أطراف عدة بأنه حزب شيعي)، أو حزب حركة البناء المغاربي ( نورالدين الختروش) أو حزب النور ( عبد الرحمان البهلول صاحب صحيفة "المحرر")، و حزب الفضيلة (بقيادة المحامي رمزي الخليفي، وهو الذي كان قياديا في حزب الخضر للتقدم).. • يبقى الحراك السياسي في الأسابيع القادمة مُحدّدا لتطوّر عدد وفعل بعض الأحزاب الإسلامية وخياراتها الانتخابية، على أن غالبية هذه الأحزاب ستختفي من الساحة السياسية اثر الانتخابات القادمة بعد أن تقلّص وجودها التنظيمي بشكل كبير اثر الانتخابات الماضية • سيكون مستقبل حركة النهضة التنظيمي والسياسي وطبيعة تطورات الأوضاع في ليبيا ومصر مُحددا في فسيفساء المستقبلية لعدد من الأحزاب الإسلامية، أوّلا لان حركة النهضة لن تستطيع أن تُغطي الخلافات بين الإسلاميين وهي خلافات أكثر من أن تُحصى، ولان وضعيتها التنظيمية الداخلية قابلة لكل الاحتمالات وفي كلّ الاتّجاهات وتبقى نتائج الانتخابات أكبر تلك المحددات... • في كل الحالات سيبقى التحرير حزبا قائما بغض النظر عن مستقبل بنيته التنظيمية بغض النظر عن تهديد الحكومة المؤقتة بحله، وستبقى النهضة أكبر الأحزاب الإسلامية بغض النظر عن موقعها السياسي وعن طبيعة النتائج المتحصل عليها، أما بقية الأحزاب الإسلامية فسينحصر عددها وفعلها السياسي، • أما الأحزاب السلفية المقننة (الفضيلة – الزيتونة الرحمة – الأصالة )، فستنهي تنظيميا وفعليا بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات، وحتى إن بقيت على الساحة ففعلها سيكون هامشيا... • سيتطور الوجود التنظيمي لحزب "العمل والإصلاح" نحو التجذّر و سيضطر لإعادة تقييم مساره الفكري والسياسي • من الوارد بعد الانتخابات القادمة، ميلاد حزب سلفي شبيه بحزب النور المصري وسيبقى المدى الزمني لذلك مرتبطا بالتطوّرات التي ستحصل في المنطقة المغاربية والشرق أوسطية وبمستقبل التيار الجهادي في المنطقة وبأجندة العديد من الدول الخليجية في المنطقة وبتطور الوضع الدولي ....