مقاﻻت رأي

رسالة  إلى شباب الثورة التونسية

زووم تونيزيا | الاثنين، 4 أوت، 2014 على الساعة 19:05 | عدد الزيارات : 1535
رسالة  إلى شباب الثورة التونسية : تونس أمانة و أنتم الأمل فكونوا صدا منيعا أمام بارونات الأمس  يا من أسقطتم…
لمخلوع وأجبرتموه على الفرار، و ثٌرتم على التجمع المنحل، يا من أنقذتم النخبة السياسية المعارضة يومها من ترتبات عقلها السياسي العاجز على التماهي مع حراك و نبض و مطالب الجماهير ( محطات 78 و 84 و 2008 و 2010 مثالا لا حصرا) شباب الثورة،   إن الصراع بين الثورة والثورة المضادة بلغ المرحلة الأصعب والأخطر و الانتخابات القادمة ستكون حرب وجود بين قوى الفساد والاستبداد وبين الثورة ومنجزاتها الجنينية ... ولكم في استقالة الجنرال الحامدي مثالا،  و لتفهموا ما حدث نحن أمام خيارين: إما أن تكون استقالة الحامدي إحالة على حجم الاختراق الذي تمكنت منه قُوى الردة ومنظومة الانقلاب على الثورة، وهذا يعني ببساطة ضرورة الاستعداد لحماية ثورتنا بكل الوسائل المُمكنة والمشرُوعة، وهنا لابد لكم من استعادة الوهجُ الثوري وتحويل المُنجزات الجنينية إلى منجزات واقعية تقنع العامل والشاب والفلاح وحتى لا تمر مقولة الثورة المضادة " أهذه ثورة؟"، فاستعدوا، حتى يحصل "البرو انقلابيين" على نتائج ضعيفة تليق بفسادهم طوال عُقود ست، وحتى يستفيق مُعارضو الأمس ويقع الفرز بينهم على محك البُعد الثوري في خطابهم وممارساتهم ....  و إما أن استقالة الجنرال تمت في إطار مهني روتيني ( وهذا جد مُستبعد)، لا علاقة له بتحول ميزان القوة بيننا وبين الأطراف الساعية للالتفاف على الثورة والانقلاب عليها وفي الحالة يجب أن نواصل استنفار قوانا وتجميعها والاستعداد لمواجهة استحقاقات اللحظة بأوفر حظوظ النجاح.... يا شباب 17 ديسمبر 2010  و 14 جانفي 2011،   لقد احترق البوعزيزي ليعود العرب والمسلمون للتاريخ، ورغم بعض المنجزات( حرية التعبير – الدستور – القانون الانتخابي - تجنب ما حدث في بلدان شقيقة وصديقة ...)، إلا أن الوضع حساس ودقيق ويدعو إلى متابعة دقيقة ومستمرة من كل وطني وخاصة من طرفكم يا أمل تونس ومناعتها، فتطورات الحالة الإقليمية والوطنية تتسارع بنسق مقلق في اتجاهات قد لا نتحكم في مآلاتها، ولكن الأكيد أن لنا مسؤولية جميعا ودور في مسار تحولها والخشية مشروعة من يأتي اليوم الذي تتقلص فيه قدرتنا على التحكم في الحال والمآل... يا شباب الثورة نعيد التذكير لكم كُلما اقتربنا يوما من موعد الانتخابات كلما انفجر لغما اكبر في الطريق...، وبين قُدرتنا على تفكيك الألغام أو القفز عليها وبين السير على هدى الثقة الساذجة في تعهدات خارطة الطريق، سيتحدد مصير منجز ثورة  14 جانفي ... يا  شباب تونس أفيقوا ،  توكلوا على الله و أعلموا أن إرادة الشعب من إرادة الله، و إرادة الله لا تُقهر، فاكنسوا بارونات الأمس من فاسدين ووشاة وعملاء الخارج والداخل...، فأنتم أمل تونس فلا تخذلوها أنتم جديرين بالدفاع عن ثورتكم ومُنجزاتها (على قلّتها)، حققوا أهدافها و استمكلُوا مهامها، و وازنوا فأنتم أمام إرهاب يتحدى،  و أنتم أيضا أمام إرهاب فزاعة وتحت الطلب، يخدم عودة النظام القديم والفاسد، وتذكروا جيدا أنكم ثرتم على الاستبداد وعلى المخلوع وحاشيته وحزبه و أنكم اليوم أمام تحديات جسام وأنكم أدرتم رقاب العالم فلا تخذلوا تونس المكاسب  الحضارية والحداثية، تونس العروبة والإسلام، تونس الأمل والثورة..