لماذا يكرهون الرموز؟
تستميت كل دول العالم و حضاراته في صنع الرموز و الأبطال و الملاحم حتى من لاشيء، لأن…
لأمم تتوحد حول الرموز و تخطو الأجيال على درب من تحتفي بهم أممهم.
أما نحن، فالبطل، الرمز، من ينكر ذاته يصبح حملا ثقيلا، تجتهد الدولة و أولياء الأمر و الجميع في تغييبه و تقزيمه و نسيانه و التشكيك فيه.
من منكم قادر أن يسمي 5 شهداء ثورة أو مقاومة وطنية؟
أبتلينا بدولة فيها مجاهد و مقاتل و بطل و فلاية (ينحي القمل) واحد لا شريك له هو كل شيء.
وقد أورث عقلية طمس البطولة للدولة.
خلي نحكيلكم على الجندي بلقاسم الزنداح من بنقردان.
في الهجوم الإرهابي الإخراني، يده اليسار تقصت، و رغم يده الي تنزف، يقتل الإرهابي عدنان شرقي، ينقذ زوز زملائه، يمنع الإرهابيين باش يستوليو على مجنزرة، و يسوقها ديما بيد وحدة إلى حدود بوابة محمية الشعانبي وين داخ و تم إسعافه.
لو كنا في بلد يريد أن ينجب رجالا و أبطالا، لصارت حكايته تتقرى في المكاتب للصغار، لصار تكريمه و سال الحبر و يتعمل وسام بإسمه.
تصور كان جاء امريكي راهو توة 200 فيلم باش يتعملو عليه ،و500 حفل تكريم وفي كل قناة تلقاه حاضر والناس تعملو في صلوات باش يشفى ،وناس تتبرع باش يركبولو يد ووووووو اما نحنا حتى تصويرتو ما نعرفوهاش
أحنا في تونس، الأبطال مزعجون، يحجبون عن زعماء الكرطون و وجودهم يجعل هذا التونسي يفخر بنفسه و بإنتمائه، و هم يريدونه ذليلا.
فلنهدم حجرا حجرا، الدولة التي لم تجد ما تفاخر به إلا تنحية القمل، عسى أن يعود لهذا الشعب أبطال و قدوات و فخر فينشأ القادمون على البطولة، لا على التمكميك و الجبن.
أدعو كل إعلامي شريف أن يجعل قصة هذا البطل في كل منبر.
أدعو الرئاسة إلى تكريمه.
أدعو كل أب أن يحكي قصة هذا البطل لأبنائه.
أدعو الأركان بأن تبعث لكل الأفواج : أذكرو قصته مع تحية العلم، سيرفع ذلك المعنويات
إحتفائنا بالأبطال هو دعوة لإنجاب مثلهم، تجاهلهم هو صب للملح في رحم هذه الأرض حتى لا تنجب إلا من مثله الأعلى السراق و المتحيلين كي بعض البن عمر و الطرابلسية.
شكرا سيدي بلقاسم الزنداح، شكرا لبطولتكم، ما فعلتموه سأحكيه لولدي، سأحكي له عن الجندي الي يده تقصت و رغم ذلك و هي تنزف أنقذ زميلين و عربة عسكرية و شرف الجيش.
شكرا.