مقاﻻت رأي

ملاحظة على هامش الصراع السياسي في تونس

زووم تونيزيا | الاثنين، 28 جويلية، 2014 على الساعة 19:00 | عدد الزيارات : 1439
[caption id="attachment_105794" align="alignright" width="201"] يحي رحيم (عضو المكتب السياسي لحزب التحالف الديمقراطي)[/caption] من المتعارف…
ليه أن الحزب السياسي هو هيكل تنظيمي قائم على الانتشار وطنيا وجهويا ومحليا من جهة وعلى الفاعلية والنجاعة من جهة ثانية من حيث البرامج والخطط السياسية والتوجهات العامة وهو يسعى للحصول على مساندة شعبية بهدف الوصول إلى السلطة وممارستها من أجل تنفيذ برامج مرحلية محددة.و من بين شروط الحزب هي التنظيم ( هياكل محلية و وطنية تكون هي صاحبة و مصدر القرار ) و لابد لهذا التنظيم من الاستمرارية حتى لا تتحول كل الصلاحيات لشخص واحد (وتنشأ ما يمكن تسميته بدكتاتورية الزعيم الحزبي) و أيضا ضرورة توفر الرغبة في ممارسة السلطة لتنفيذ المشروع الجامع. ومتى احتكمنا الى الشروط السابقة يمكن القول أن الحزب الوحيد الذي تتوفر فيه هذه الشروط هو حزب النهضة.وهناك أحزاب مازال ينقصها فقط مشروع موحد مثل الجبهة الشعبية باعتبارها تشكل تحالفا فضفاضا غير متماسك لقوى حزبية مشتتة و أحزاب أخري ذات مشاريع لم تكتمل بعد نتيجة لعدة أسباب كحزب التحالف. في حين أن نداء تونس لا يعتبر حزبا ( لا تنظيم و لا مشروع) فهو مجرد لمة لمجموعة أشخاص لهم مصالح مشتركة لا أكثر و لا أقل وآخر ما يفكرون فيه هو الوطن و المواطن ولعل مواقف قيادييه خير دليل على ذلك ( ماسونيين جدد ).و ما جعل هذه اللمة تكبر هو تخويف عامة الناس من الإرهاب و الفوضى و عدم الاستقرار و ضرورة إزاحة النهضة وإعادة رسكلة التجمع . و بما أن نداء تونس ليس حزبا فإنه لن يعمر كثيرا حتى و لو فاز في الانتخابات القادمة.و سينهار إما بثورة داخله تقودها مجموعة متمسكنة و تنتظر لحظة التمكن أو بثورة جزء بسيط من شعب جائع .أما الأحزاب الحقيقية و الحاملة لمشروع فإن إخراجها من الحكم لن يتم إلا بشيئين اثنين إما عن طريق صندوق الاقتراع أو بانقلاب عسكري.و ربما بثورة شعبية تكون نتائجها وخيمة و يذهب ضحيتها آلاف البشر لأنك ثائر ضد مشروع يحمله أشخاص وليس ضد أتباع هم في الواقع مجرد منخرطين لا يؤمنون بفكرة ناظمة ولا بمشروع موحد .وإذا أردت أن تغير الحال لا بد من أن تواجه الفكر بالفكر و المشروع بالمشروع والحزب بالحزب و ليس بلمة انتهازيين غايتها الوحيدة الوصول إلى السلطة. بقلم يحي رحيم (عضو المكتب السياسي لحزب التحالف الديمقراطي):