أطلقت الأستاذة والكاتبة المبدعة ليلى الحاج عمر سهامها على "مكينة" تفريخ الفكر "الداعشي" ويبدو أنها أصابتها في…
قتل ، فسهامه الحادة ، حدّة أسئلتها التي تهاطلت في مقدمة مقال نسجت خيوطه تحت مسمى "في الدّواعش والإرهاب والشّباب" لامست الموضوع "الداعشي" وتطرقت إليه من زوايا يبدو أن "الراسخين" في قطاع الإعلام ببلادنا لم يروها ، والأقرب أنهم تغاضوا عنها ، فأقلاهم لا تشتهي "الحلب" إلا مع مواضيع التنديد والتخويف والتحريف والتزييف ...
ساءلت الحاج عمر الأصوات المتعالية والمستنكرة لصيحة "البغدادي" في واد الخلافة عن مأتى الــ100 مليون أمي من بني العرب الذين يتلظون بنار الأمية في زمن أضحت فيه العولمة تقتحم البيوت بدون طرق للأبواب. وغاصت أكثر في بحر التساؤل التأكيدي عن فرضية تصييرهم لجيش إحطياطي تسيّره العناية "المخابراداعشية" ، لنجد أنفسنا أمام وحوش آدمية تجعل من رؤوس الأبرياء قربانا في طقوس الإرهاب.
"والأربعة ملايين تونسيّ أمّي الذّين فرّختهم المنظومة التّربويّة التّونسيّة على امتداد عقود؟ ألن يكونوا بدورهم جيشا احتياطيّا للإرهاب ولهذه التّنظيمات التي يصبح فيها الشّباب " عبيدا " جددا تتمّ المتاجرة بهم وبقوّتهم الجسديّة مقابل خواء عقولهم واستغلال اندفاعهم وحماسهم من أجل غايات نفعيّة في حرب التوحّش التي تسود العالم؟" هكذا نطق قلم كاتبة باحثا عن صدى إجابة قد تأتي ولو على إستحياء من أحد مكاتب منظري ما سمي جزافا بالمنظومة التربية والتعلمية ، ولكن هيهات فأوراق "التنظير" ضاعت في إحدى زوايا "حماص" تونسي يبيع "القلوب" لشباب تونسي أيضا انقطع عن الدراسة منذ 3 سنوات ، وتحديدا عندما سمع خبر وفاة جاره الذي كان "شابا" وانتحر بعد قضائه سنين بطالة يبحث عن مشتر لشهادة كتب على أعلاها باللون البنفسجي "شهادة ختم التعليم العالي".
وكان "حبر" أستاذتنا أجرء في وأصدق من شاشاتهم التي حذّرت مرارا من إرهاب يهدد رمضاننا ، حيث جاء مباشرا وبلا فواصل إشهارية "إنّ الدّواعش ليست فقط هناك.. إنّها هنا ومن حولنا". أجل إنهم هنا بيننا يتسللون في أحلامنا المحاصرة بالخيبات التي تسوغها لنا أيادي "من قزّم المعرفة وجهّل الشّعب وصحّر العقول وخذل المفقّرين والمهمّشين وخان أحلام الشّباب وأسكن الخوف القلوب وأفشى الرّداءة والإسفاف والابتذال وروّج للذّرائعيّة ونشر اليأس في قلوب الشّباب".
ثم تنصب لنا محاكم _على شاكلة محاكم التفتيش الإسبانية_ تستهجن ارتماء بعضنا في "أحضان سلفيّة وهّابيّة تشيع الموت و تبشّرنا بجنّة سماويّة أو في أحضان غرب تحكمه المصالح الضّخمة ويبشّرهم بجنّة أرضيّة" ، وتنسى أنها أي تلك الأيادي تاهت قبلنا في لعبة الإرهاب التي دخلتها قمارا ، رهانها فيها أحلامنا وآمالنا ومستقبلنا.
فهلاّ استمع أصحاب الأصوات المستنكرة للعواء الداعشي النشاز ، لنداء أستاذتنا ليلى الحاج عمر وفتحوا لنا باب الدولة الإجتماعية التي تنحر البطالة والأمية واليأس بخجر "الوطنية والانتماء" ، لتحصننا من الوهم البغدادي الذي يساق إليه بعضنا مكرهين؟