[caption id="attachment_99984" align="alignright" width="300"] صورة مرفقة بمقال الكاتب[/caption]
ما فتئ ممثلو المعارضة وزعماء الجبهات…
لفاشلة يُردّدون على مسامعنا منذ انتخابات أكتوبر 23 أنّ حكومة الترويكا فاشلة ، ومادامت بهذا الأداء فعليها الرّحيل ، وإذا لم ترحل طواعية فنحن هنا لنُرحّلها عُنوةً ، حتى جعلوا من هذا الفشل حجّةً منطقية لإقناع الشعب بضرورة ترحيل هذه الحكومة ،، ولسان حالهم يُؤسّس لنظرية تحسم الجدل الدائر حول التداول على السلطة ، ومُلخّص هذه النظرية يقول : "الفشل يقتضي الرّحيل " ، رغم أنّ الطرف الآخر يُقرّ بالفشل هنا و يُصرّح بنجاحات هناك إذ ليس الفشل عامّا وليس النجاح كلّيا .
وبناء على " النظرية " الجبهوية : "الفشل يقتضي الرّحيل " أريد توجيه بعض الأسئلة البسيطة إلى هؤلاء الزعماء أصحاب النظريّة :
لماذا لم ترحلوا حين فشلت أحزابكم في الانتخابات ولم تتجاوز سقف ال1 في المائة في نيل ثقة الناخب ، وأنتم سبب الفشل ، والفاشل لابدّ أن يرحل ؟
لم تُفكّروا في البديل لإخراج البلاد من أزمتها الانتقالية ، حيث كانت تدخّلاتكم لا تغادر الكراسي والمناصب في هذه الوزارة أو تلك ، وهذا فشل ذريع ، فأولى بكم أن تتخلّوا عن قيادة هذه الأحزاب الميكروسكوبية ، مادام أداؤكم على هذه الدّرجة من الضّحالة . ألا ترحلون ؟
دَرَجتم على "وضع العصا في العجلة " بتطويع اتحاد الشغل ليصبح أداة هدم بأيديكم القذرة ، فتحوّلتم من فاشلين إلى " صُنّاع الفشل " ، ولم تستحوا من أنفُسكم ولم ترحلوا . ألا تخجلون ؟
عَمَدتم إلى تنظيم مسيرات واعتصامات لإرباك الحكومة وإفشال المسار الانتقالي ففشلتم ، فلماذا لم ترحلوا ؟ ألا تفقهون ؟
رأيناكم تُنظّمون اعتصامات الرّحيل في باردو ففشلتم حتى في التعبئة حيث كان المشاركون فيها يُعدّون على أصابع اليد ، ولم تخجلوا ، ولم ترحلوا ، ألا تُراجعون أنفسكم ؟
جنّدتم الإعلام الرّخيص وافتعلتم الأزمات وشوّهتم صورة تونس في الخارج ، وجلبتم الأجانب من فرنسيين وصهاينة لحلّ الحكومة المنتخبة ، ولكنكم فشلتم ، فمتى ترحلون ؟
تاجرتم بالجنائز وأقمتم الأربعينيات طمعا في أن تقوم جهة ما بانقلاب يُطيح بالشرعية الانتخابية ، ولكنكم فشلتم ،فهلاّ ترحلون ؟؟؟
والله إني أسألكم الرّحيل رأفة بكم ، فإن كان على أرض تونس فاشلون فإنّهم لن يكونوا إلا أنتم ، وإذا كان الفشل يقتضي الرحيل ، ففشلكم يقتضي اختفاءَكم من المشهد السياسي ، فأنتم صُنّاعُ الفشل وأنتم حجرة العثرة ، فاستحوا قليلا وارحلوا . مواطن كاد يفشل: الشاذلي الجدي