كتب الطاهر بن حسين قال:
يعض اصدقائي على الفايسبوك اعتبروا دعوتي راشد الغنوشي للعشاء من باب الخيانة العظمي.…
هذا خطأ للاسباب التالية :
1. كنت من أكثر المدافعين عن حق النهضويين في العمل السياسي في وطنهم
2. كنت ولا زلت اعتقد ان دحر الفكر الاخواني لا يكون الا بالحريات وليس بالقمع
3. كنت ولا زلت اعتقد بانه يجب مواجهة الاخوان فكرة بفكرة وخطاب بخطاب ومظاهرة بمظاهرة ولا قدر الله رصاصة برصاصة.
4. لقد حاولت النهضة "أخونة" تونس فكان نصيبها ليس فقط الفشل بل اصابتها بالتونسة.
5. فمن باب السلم المجتمعي في اطار التنافس الشريف على السلطة لا بأس في أن تكون علاقاتنا متحضرة مع الجميع.
6. ويبقى دائما انه علينا اليقظة المستمرة من رجوع "شياطين" الامس. فكما يقول المثال الشعبي " سمّي باسم الله وخذ حجرة في يدك".
و أجيبك سي الطاهر :
أولا لم تكن يوما من المدافعين عن حق النهضويين في العمل السياسي و مقالاتك التي كانت تقطر فاشية في سياق تشكل حركة 18 أكتوبر و أهمها مقالك عن الرضيع و ماء الغسيل بجريدة الموقف خير دليل ... و غضبك على "صديقك" نجيب الشابي كما كنت تسميه وقتها اضافة لجهودك من أجل تخريب التحالف لا تخفى على من كان مثلي عارفا بتفاصيل المطبخ السياسي وقتها ..أما حواراتك مع الغنوشي و العريض على قناتك وقتها فكانت محاولة بائسة (نظرا لحدودك اللغوية و الفكرية) لدعم جهود بن علي في تصنيف النهضة دوليا كحركة ارهابية و كانت كشاشكك الطالعة أثناء الحوارين تفضح بوضوح رغبتك في ايقاع محاوريك في المحظور مما يدل انك كنت بنعليا أكثر من بنعلي في هذه المسألة ...
ثانيا اصرارك في هذه التغريدة على وصف النهضة بالاخوان و اتهامها بمحاولة بالاخونة يعني بوضوح أنك لم تفهم شيئا كعادتك و تصر على منهجك و تربيتك في الانحراف دائما قبل الثورة و بعدها بالصراع الديمقراطي للبلاد نحو المحاور المغلوطة في تناغم مفهوم مع أصحاب المصلحة في تمييع و حرف الصراع على بوصلته الرئيسية بين القوى الوطنية و انصار الحرية من جهة و منظومة الاستبداد و الفساد و حلفائها الدائمين قبل الثورة و بعدها وهو ما يجعل اقرارك بتتونس النهضة مجرد تناقض انتهازي لغاية في نفسك المرتبكة فتتونس "الاخوانجية" لم يحدث فجأة بل هو حقيقة أدركناها حين كنا على مسار الصراع مع منظومة بن علي منذ التسعينات و تصر انت باستمرار على تجاهلها حتى لا تكلف نفسك أكثر من عناء مواجهة "الرجعيين الاخوانجية" عوض النضال ضد الاستبداد النوفمبري و فروعه
ثالثا ادعاؤك بأنك من الداخلين من باب "السلم المجتمعي" و "التنافس الشريف" و "علاقتكم المتحضرة مع الجميع" هي مجرد أكاذيب فلم تصبر على فضح كفرك بالسلم و التحضر و شرف التنافس الديمقراطي في الجمل الموالية و السابقة التي تبدأ بامكانية الصراع بالرصاصة و تنتهي باخذ "الحجرة في اليد" وهو ما يؤكد اعتبارنا لك باستمرار خطرا على الانتقال الديمقراطي للبلاد منذ انطلاقك علنا في خطابك الانقلابي و تحريض "القوات المسلحة" على التدخل لحسم الصراع السلمي السياسي بين "القوى المدنية" و هو ما يجعلك غير مصنف في قائمة الكائنات السياسية بالمعنى اليوناني و الحداثي للسياسة بقدر ما أنت كائن "الغاب ما قبل المدني" المثبت نفسيا في مرحلة غريزة "حرب الكل ضد الكل" الطبيعية ما قبل ظهور العقد الاجتماعي
رابعا و اخيرا دعوتك للغنوشي او غير الغنوشي للعشاء او غيره ...لا تصنف في سياق "تحضرك" ككائن "مدني" بقدر ما تؤكد لنا صفة اخرى تجعلك خطرا على الحياة السياسية الديمقراطية و هي صفة : الانتهازية ....أي ممارسة السياسة ضمن "الثعلبية الماكيافيلية العارية" حسب ما تمليه عليك تقديراتك "الغريزية" لتطورات موازين "القوة" و صراعاتك "الشخصية" مع "رفاقك" و هو ما يعني انك دائما في سياق القوة العارية "الثعلبية" بلا مبادئ و هي صفة المتصارعين وسط " الغاب" و هو كما ترى ارتداد آخر الى "حيوانية الصراع" لا مدنيته الديمقراطية