مقاﻻت رأي

الشعانبي خصيم الدولة والثورة التونسيين

زووم تونيزيا | الاثنين، 28 أفريل، 2014 على الساعة 13:07 | عدد الزيارات : 855
بقلم: عبد الحميد العدّاسي كان يمكن للجيش التونسي مستعينا بالأمن التونسي وبالمتساكنين في الجهة ضبط أنواع…
لطيور والبعوض الحائم في منطقة الشعانبي، لطول ما رابطوا ولكثرة ما راقبوا بالمكان وفيه. ولكنّ "إرهابيين" فاقت حركتهم حركة الطيور والبعوض وفاقت إمكانياتهم إمكانيات الدولة التونسيّة مسندة ربّما بجهود أخرى وُجِدت دون أن تُلحَظ، أصرّوا على المرابطة بهذا الجبل وفي أحوازه، دون أن يقطعوا عن البلاد بثّ إذاعاتها ووسائل إعلامها!... إنّهم (الإرهابيين) لا يأكلون ولا يشربون كي تمنع الدّولة تزويدهم بمراقبة الطرق ومنع المزوّدين!... إنّ سلاحهم لا يتعطّل وذخيرتهم لا تنفذ كي تمنع الدّولة مدّهم بالذخيرة أو إمدادهم بالسلاح!... إنّهم لا يرتاحون ولا ينامون بل لا يمرضون ولا يموتون كي تتمكّن الدّولة من مباغتتهم عند راحتهم أو ركوب ضعفهم إذا حكمهم ضعفهم!... إنّهم مع كلّ ذلك كرام معطاؤون فكثيرا ما مكّنوا الدولة التونسيّة من توجيه جهودها إلى أماكن أخرى يُكتَبُ أن يكونوا فيها موجودين!...ظنّت الأحزاب "الوطنيّة" والدّولة العميقة والإعلام المتواطئ أنّ الشعانبي صاحب الصولات والجولات زمن الاستعمار قد ينجح فيما فشلوا فيه جميعا، فاتّخذوه خصيم الدّولة وخصيم الثورة، ونسوا أنّ الشعانبي الأشمّ عندما استجاب من قبل كان قد تفاعل مع رجال أسلموا الأرواح خادمة للبلاد وللدّين فعزّوا وأعزّوا ونصروا وانتصروا، وأنّه لن يكون أبدا خادم مفسدين فرّت الحكمة من عقولهم حتّى باتوا لا يفرّقون بين الحديث عن "الإرهاب" وبين إظهار أجهزة الدولة مجتمعة عاجزة على الدّفاع عن نقطة واحدة في البلاد، وقد أنشئت عند التأسيس من أجل الدّفاع عن أيّ نقطة في كلّ تراب البلاد!..لم يُهن الجيش التونسي مثل ما أهين بمفعول "مقاومي الإرهاب" عليهم من الله ما يستحقّون، فقد كان دائما يُنظر إليه أنّه منقذ البلاد ممّا تتردّى فيه بفعل فساد الساسة!...كلمة قلتها وأعيدها: "الإرهاب" صنيعة افتراضيّة صنعها كارهو الدّين والبلاد لمحاربة التديّن وتكبيل البلاد، وجعلها باستمرار غير قادرة على النّهوض وغير مؤهّلة لاستقبال المستثمرين أو إجراء انتخابات في مواعيدها، بل غير مؤهّلة لتفرح بأهلها إلّا ما كان من "زردة" حنّ إليها منظّموها أو شواطئ غصّت صيفا بمرتاديها أو "إبداع" أظهر البلاد بضاعة رخيصة كما لو زهد فيها بائعوها!... صنيعة افتراضيّة ركبها "الافتراضيون" وجعلوا منها سببهم الوحيد للحياة!... يتّخذونه (أي السبب) دون خوف على البلاد والعباد ودون حياء!... وعلينا جميعا بذل الجهد لقطع ذلكم السبب وإن ضحّينا من أجله بالحياة!... في الختام، فإنّ الإرهاب في تونس واقع، غير أنّ الإرهابيين ليسوا "الإرهابيين"!...