مقاﻻت رأي

في إضراب المعلّمين المقرّر ليوم غد .. بقلم بلقاسم سائحي

زووم تونيزيا | الأربعاء، 23 أفريل، 2014 على الساعة 21:58 | عدد الزيارات : 853
في إضراب المعلّمين المقرّر ليوم غد! بقلم بلقاسم السائحيسيشارك اغلب المعلّمين غدا في إضراب دعت له النّقابة…
لعامّة للتّعليم الأساسيّ.. مشروعيّة المطالب محلّ نقاش بين قائل بانّ المعلّم رغم ما يقدّمه من خدمات للمجتمع يبقى في اسفل التّرتيب و بين قائل انّ الوطن لا يحتمل مزيدا من المطلبيّة.. و بين من جمع بين الرّايين..ليس الامر اليوم كالامر امس.. من لم يضرب بالامس ( واقصد منذ دعوة الرّئيس للهدنة الاجتماعيّة) رأفة بالوطن اُتّهم بممارسة ما يمارسه التجمع سابقا.. و ممّن ؟! من التّجمّعيّين انفسهم و الفاسدين و القوّادة اصحابهم !! بعض آلامهم يريدون التّخلص منها برمي غيرهم ممّن لمّ يتلوّثوا بالانتماء لحزب المصالح او لم يتورّطوا في الفساد.. و تعرفون كم من منتمٍ لنقابة او لحزب اخر فاسد الفساد الاكبرَ !من يرأف لحال الوطن لا اظنّه يغيّر رايه اليوم .. و هذا دليل انّ الامر لا يتعلّق بانتماء او تعاطف مع الترويكا و خاصّة حركة النهضة و المؤتمر.. بل هو الوطن.. الشّاغل و المشغول !بالامس كنت انبّه بعض الزّملاء من المعلّمين و اقول لهم: لا تكونوا كالقطيع .. مثل "كبش النّْطيح" تنجز به المركزيّة النّقابيّة (اداة التّنفيذ المباشر و غير المباشر بيد نظام المصالح و المتحالفين معه جبهة شعبية و غيرها) مهمّة القضاء على المسار الانتقالي بافشال اوّل تجربة انتخابات نزيهة و حكومة قادمة من رحمها.. يحاسبها الشّعب عبر نوّاب منتخبين لا معيّنين ( و انتخابات بن علي كانت تعيينا.. لزيفها) .. هؤلاء المعلّمون كانوا يقولون لي: مُدّنا باثبات لكلامك .. فاقول لهم لا اثبات ماديّ لي ..الاّ عقلي و بعضا من السّياسة ادرك كواليسها..بعد رحيل حكومة العريض .. هذه الايّام التقيت احدهم .. اناقشه فيقول لي: لقد صدقت حين قلت انّ الاضرابات لم تكن لفائدة القطاع و انْ بدت كذلك.. بل كانت لعبة سياسيّة انخرطنا فيها دون وعي.. لم يستطع قول كلمة "كالقطيع" .. ثقيلة هي على معلّم افنى عمرا يعلّم الاجيال.. او ربّما لا .. بالامس ( ولن اعيد تعريف الامس) كنت الاحظ نشاطا كثيفا للنّقابات الاساسية و الجهوية ايّام الاضرابات..تتجند بكل عناصرها و سيّاراتها و اموالها لتنجح "النّضالات".. و كان النّجاح عائدا الى عدّة امور.. اهمّها مطالب "مشروعة" و طرف سياسيّ "يحكم" و اضراب بلا كلفة.. اذ أنّ اجر يوم الاضراب محفوظ ببركة الثّورة و لا عُمَد و عناصر من "امن الدّولة" يسالون عن المضربين او يراقبون..اليوم لم ألحظ نفس النّشاط و نفس "الماكينة".. ربّما دعوا الى اضراب و ماهم براضين عن الدّعوة.. هم محرجون امام القواعد الّتي سيزيد وعيها بكواليس اتحاد الشغل و مدى اقحامه في الصّراع السّياسيّ في البلاد.. لذلك اعلنوا الاضراب و لم يعملوا على انجاحه كما لمّا كانت الترويكا حكومة..خلاصة الامر، قد تكلّفك مواقفك كثيرا.. من ناحية الكمّ تخسر.. انتهازيين و منافقين و غيرهم.. لكنك تربح من ناحية الجودة.. يكون الفرز دقيقا الى ابعد الحدود.. و هذا الفرز يضمن رضا الضّمير.. فمتى وجدت ضميرك مطمئنّا فاحمد الله.. ولا تنسَ "لا تستوحشوا طريق الحقّ لقلّة سالكيه" ..و لله الامر من قبلُ و من بعدُ.