مقاﻻت رأي

الحالمون بكرسي الرئاسة المرزوقي أبرزهم وأوفرهم حظّا، والنابلي مرشح اللّحظة صفر

زووم تونيزيا | الخميس، 17 أفريل، 2014 على الساعة 11:25 | عدد الزيارات : 923
بقلم: علي عبد اللّطيف اللافي لا شك أن جزء من طبيعة الحراك السياسي في تونس يرتبط برهان يبدو أنه سيكون…
ُحدّدا لمستقبل كل المشهد السياسي، و بغضّ النظر عن صلاحيات الرئيس المُدرجة في نص دستور 26 جانفي 2014، من الواضح أنّ الصراع على كُرسي الرئاسة بدأ فى الاشتعال مُبكرا ومنذ أشهر بل أنّ صراعا حادّا بين قيادات الأحزاب السياسية وشخصيات مستقلة على خلفية ذلك تدور رحاه على الشبكات وفي وسائل الإعلام وفي كل الخطابات و النقاشات السياسية، فمن هم الحالمُون بدخول قصر قرطاج، و هل أن المرزوقي فعلا هو أوفرهم وأبرزهم حظّا؟، رغم كل ما أشارت إتجاهات التصويت والتي لم يعد يصدقها أحد ويعرف الجميع أنها تعد وتضبط على المقاس وفقا لمنطق من يدفع أكثر وأنها غير موضوعية وهو ما أثبته نص السيد القرفالي أحد خبراء الميدان.... • المرزوقي وبن جعفر على رأس قائمة المُترشّحين والنهضة خياراتها عديدة وغير محسومة يسود غموض كبير في صفوف الأحزاب التي كانت مكونة لتحالف الترويكا والتي كانت حاكمة سابقا وعلى مدى سنتين، واصبح عمليا من غير الوارد أن يرشح أحد تلك الأحزاب مرشح حزب آخر وخاصة حزبي المؤتمر والتكتل على عكس النهضة باعتبار أن خياراتها متعددة و الموضوع داخلها غير محسوم، فالدكتور مصطفى بن جعفر هو من أبرز المرشحين للرئاسية القادمة لكن خطواته ومواقفه السياسية طيلة السنتين الماضيتين قلّصت من حظوظه، فأحزاب اليسار تخلت عنه ولن تتحالف معه رغم ارتباطه الوثيق بالاشتراكية الدولية، وهناك ايضا تراجع واضح من حركة النهضة لترشيحه ودعمه من طرف أنصارها خاصة بعد 06 أوت 2013 أي ما عرف بحادثة إيقاف بن جعفر لأشغال المجلس التأسيسي يومها وتحديدا إبان الأزمة السياسية التي أعقبت اغتيال السياسي محمد البراهمي، كما أن شعبيته وأدائه الإعلامي سيقلصان من حظوظه على أنه يبقى قادرا على إبراز بأوراق عديدة مفاجئة... أما الدكتور محمد المنصف المرزوقي أي الرئيس الحالي وإن كان يختلف سياسيا في تقييم أدائه على مدى أكثر من سنتين، فالبعض يرى أنه يحظى بدعم شعبي بعد مواقفه الأخيرة دوليا ووطنيا مقابل سخط بعض النخب وخاصة اليسارية والعلمانية عليه وعلى مواقفه، وهو يحضى بشعبية كبيرة لدى عديد الاوساط في الجنوب والوسط خاصة بعد جملة التغييرات الكبرى التي أجراها على قيادة المؤسسة العسكرية، والتي أصبحت تحضى بثقة الشعب التونسي بدرجة تكاد تكون مطلقة، وعلى عكس بن جعفر لا يزال المرزوقي يحضى بدعم القاعدة الشعبية للإسلاميين نتيجة لوفائه الواضح لتحالفه مع حركة النهضة رغم تعدد المحطات السياسية والصعاب والتحديات، رغم حدوث تجاذب بين الطرفين بعد تصريح الغنوشي حول ضرورة استقالة الرئيس الذي ينوي الترشح للرئاسية بعد لقاء باريس مع الباجي و هو الامر الذي حسم نهائيا داخل النهضة بل وقع تجاوز ذلك الخلاف وعاد المرزوقي الى رتبة الحليف الاستراتيجي للنهضة بسرعة كبيرة وفائقة وهو راي تسانده أغلب قيادات النهضة مع اعتراض البعض الآخر على ذلك، و قد تبين للرأي العام أن الخلاف يومها وقتي لا أكثر... من ناحية أخرى تيبدو حظوظ الجبالي كمرشح للنهضة تتقلص وترتفع وفقا للتطورات وتقديرات القيادة التاريخية خاصة بعد استقالته من الأمانة العامة، بينما يبقى علي لعريض مرشحا محتملا في احدى فرضيات التطور السياسي للأوضاع الإقليمية في كل من مصر والجزائر وليبيا وفي الساحة السياسية ولن يكون مستحيلا في أحد تلك التطورات أن تعمد النهضة لإبراز مرشح لا يظهر في الصورة حاليا كما يبقى ترشيح رئيس الحركة واردا ولكنه مستبعد بل و ضعيف جدا... ويبقى مرشح النهضة مرتبطا بالحراك السياسي الوطني والإقليمي والدولي خلال الأسابيع والأشهر القادمة... وبالعودة للرئيس الحالي فان الثابت أنه لن يسلم الرئاسة إلّا لرئيس منتخب وهو أمر محسوم حتى لو أدى لعدم ترشحه، وهي عمليا امكانية ضعيفة ولكنها واردة ويرتبط ذلك بتقييمه لطبيعة المرحلة القادمة والثابت أنه رغم عدم ماكينة الدولة العميقة والثورة المضادة والتي ستزيد اشتغالا في تشويهه خلال قادم الأيام، فإنه يبقى مرشحا بارزا، بل و يحضى بحظوظ كبيرة شعبيا وإمكانية بقائه في قصر قرطاج واردة جدا خاصة وأنه في الدورة الثانية سيكون في طريق شبه مفتوح، ةالسبب أنه لو واجه مرشحا إسلاميا فسيتحالف معه خصومهم بينما إذا واجه مرشح غير إسلامي فان الإسلاميين وحلفائهم سيساندونه، بينما سيكون له سند شعبي بجانبه اذا ما واجه مرشح قريب موضوعيا من النظام القديم بغض النظر عن اسمه ( موضوعيا السبسي أو النابلي)... • اليسار والتجمعيين وتعدد الحالمين بالرئاسة مازال السبسي (87 سنة إذ أنه من مواليد سنة 1926) متمسكا بالدخول الى قصر قرطاج وقد عبر في اكثر من مرة عن نيته الترشح بل صرح قائلا ان من حقه ذلك بل هو أجرى وساطات في الكواليس لإقناع بعض الأطراف بمنحه كرسي الرئاسة لسنتين فقط لا غير، ورغم الاجماع على ذلك في الاتحاد من أجل تونس خاصة بعد مغادرة نجيب الشابي للتحالف وهو الذي لا يزال مهووسا بذلك الحلم (حلم الجلوس رئيسا في قصر قرطاج) بل هويُغيّر مواقفه وتحالفاته ولقاءاته في الكواليس بناء على ذلك الأمر، ويبقى الاتحاد من اجل تونس كتحالف خماسي ( المسار – نداء – حزب العبدولي – الاشتراكي – العود) مُهددا بالتلاشي والتفكك بناء على اسم المرشح الرئاسي لان محسن مرزوق والعكرمي و فوزي اللومي و الطيب البكوش ( الذي طالما روج له السبسي في العواصم الكبرى قبل اعلان ترشحه الشخصي) أكبر الحالمين بالرئاسة في نداء تونس على أن سمير بالطيب(الناطق الرسمي باسم اليسار رغم انه قيادي سابق بتيار الوطد) يُخفي طموحه للرئاسة مكتفيا برغبة معلنة في الكواليس فقط ، اما الجبهة الشعبية بعد انشقاقها واقعيا،وان حسمت أمرها بترشيح حمة الهمامي ( الامين العام لحزب العمال) والذي ستكون حظوظه منعدمة للوصول الى قرطاج ولكن البعض داخل الجبهة قد يعلن عن طموحه في فترة لاحقة في ضوء تطورات أخرى، على غرار أحمد الصديق و بعض قيادات الوطد التي لن تنسى خلافاته التاريخية والإيديولوجية مع حمة الهمامي...، كما قد تعمد الجبهة ونتيجة ضغوط داخلية وخارجية لترشيح مرشح نداء تونس وتحالفه الحالي وهو أمر جد وارد ولكنه صعب نتيجة ضغوط أحزاب الجبهة وقواعدها.... وقد تترشح وجوه تجمعية على غرار أحمد منصور ( رئيس الحزب الدستوري الجديد) أو الصحبي البصلي او لطفي المرايحي وغيرهم كثير نتاج ثقافة مكتسبة داخل الحزب منذ ستينات القرن الماضي ...كما سيعلن كمال مرجان ترشحه للرئاسية القادمة باعتباره رئيس حزب المبادرة الوطنية ولطبيعة علاقاته الدولية عندما كان مسؤولا أمميا..... أما الدساترة غير التجمعيين فقد يعمدن الى ترشيح شخصية ربما غير واضحة حاليا على غرار الطاهر بوسمة أو أحد شباب الحزب أو أحد الوجوه التاريخية ، ولكن حظوظ الدساترة والتجمعيين تكاد تكون معدومة لأسباب عديدة ومتعددة، من بينها حس المواطن التونسي خاصة بعد الأحكام الأخيرة في قضايا الشهداء..... • آخرون حالمون بالرئاسة: طبعا هناك طامحون آخرون للجلوس في قصر قرطاج ومنهم رئيس تيار المحبة الدكتور الهاشمي الحامدي والذي اكد ترشحه منذ نهاية الانتخابات الماضية ، اضافة الى رئيس التيار الوطني الحر سليم الرياحي وهو رجل الاعمال المعروف والذي دخل غمار ترأس الجمعيات الرياضية والمشاريع التنموية والاستثمار في القطاع الاعلامي على خلفية الترشح للرئاسية، كما أن رجلي الاعمال والذين ظهرا بعد الثورة محمد العايش العجرودي (المدير الجديد لقناة الجنوبية ورئيس الحزب الجديد "التونسي") والبحري الجلاصي (رئيس حزب الانفتاح والاصلاح) عبرا بوضوح وفي الكواليس انهما معنيان بالترشح للرئاسية القادمة ، اضافة الى رغبة االعربي نصرة في الترشح للرئاسية القادمة (وهو رئيس قناة حنبعل السابق والمعروف بباعث القناة والذي يجري في الكواليس حاليا ترتيبات ترشحه وإنشائه لحزب سياسي جديد بعد طرده من حزبه السابق ) • للأحزاب الصغرى مرشحيها ايضا عديد الاحزاب الصغرى لها مرشحون للرئاسية القادمة على غرار محمد عبو رئيس حزب التيار الديمقراطي رغم إعلانه حاليا عدم الترشح، أو محمد الحامدي رئيس التحالف الديمقراطي او لزهر بالي رئيس حزب الآمان أو وحيد ذياب رئيس حزب قوى 14 جانفي وطبعا سيطون طبيعيا أن يعلن عبدالوهاب الهاني ترشحه للرئاسية رغم الغياب الفعلي لحزبه نهائيا ونتيجة مواقفه ليلة 13 جانفي 2011... • عسكريون و أمنيون معنيون بالترشح للرئاسية عمليا تقلصت حظوظ الرجل الاول في القيادة العسكرية سابقا رشيد عمار كما أن حظوظ عبد الكريم الزبيدي (مدني وكان وزيرا سابقا للصحة والدفاع) أصبحت ضعيفة وغير واردة بالمرة أن يكون رئيسا للتونسيين وربما قد يدفعه البعض لإعلان نفسه مرشحا، وقد تعمد بعض القيادات العسكرية السابقة و أيضا بعض الأمنيين السابقين لإعلان ترشحها للرئاسية القادمة في خطوة مفاجئة من هنا وهناك وهو حديث سابق لاوانه زمنيا... • الخلاصة في الاخير يبقى المرزوقي ابرز المرشحين و أوفرهم حظا لطبيعة مواقفه التاريخية وطبيعة علاقاته الدولية الهادئة والرصينة و مبدئيته التي يشهد بها جميع منافسيه وقدرته على الوسطية بين اليسار واليمين رغم تمسكه الكبير بتحالف التريوكا سابقا والدعم الكبير الذي سيجده شعبيا اثناء الانتخابات رغم الحصار الاعلامي الحالي والذي تقوده لوبيات رجال الأعمال وفاسدي النظام السابق كما بينا أعلاه، على ان تطورات الأسابيع القادمة ستوضح حظوظ أي من الحالمين والمعلنين عن نيتهم الترشح للرئاسية القادمة، وفي خطوة قد تكون مفاجئة سينسحب السبسي ربما من السباق ليظهر اللاعب الجديد لتعويضه وهو في أغلب الظن لن يكون إلا أحد إثنين وهما محمد الناصر الذي أصبح نائبه في الحزب منذ أشهر، أو مصطفى كمال النابلي وهو المرشح الذي يجب الحديث عنه في مقال ومقام آخرين، كما أن هناك إسم مغيب حاليا، سيكون بديلا لاحتمالات غير متوقعة ووفقا لتطورات دراماتيكية قد تحدث في تونس خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة....