بقلم: الحبيب بوعجيلة
كما كان متوقعا غضب الجميع (نعم... جميع الفاعلين "السياسيين" يا عيني) من أحكام القضاء…
لعسكري ... و انطلق الجميع في لعبة التكاذب العاطفي المتحولة سريعا الى لعبة التناهش الوطني ...من العدوة الاولى ينطق "الثوريون السابقون " ليؤكدوا كلامهم السابق بأنها لم تكن "ثورة" خصوصا بعد 23أكتوبر 2011 و ليبرروا جهدهم الفعال لتحويلها الى "ثورة" منذ ذلك التاريخ في اطار تحالف "وطني ديمقراطي" بقيادة "تشي غيفارا السبسي" زعيم الأممية التاسعة في مواجهة "الامبريالية القطرية التركية" و عملائها من الاخوان و اتباعهم ...و من العدوة الأخرى ينطق العقلاء و الحكماء لتهدئتنا و كأننا كنا ندعو الى "الكفاح المسلح" في حين لم نؤكد باستمرار الا على قراءة موضوعية لموازين القوى القطرية و الدولية التي لم تكن تمنع الاستقواء بشارع (كان متحفزا) لفرض تسوية قوامها القطع المشرف مع منظومة فساد و استبداد كان رموزها في الاعلام و القضاء و اعماق الادارة و في المشهد السياسي في حالة "ذهول فئراني" مباشرة بعد نتائج صندوق 23اكتوبر ...دم الشهداء تفرق بين قبائل "الشنطة الحزبية" بجميع ألوانها ...من "ثوريين سابقين" اختلطت لديهم الأولويات بعد انتخابات التاسيس و ارتاحوا الى حضن "الجلاد" نكاية في خصم ايديولوجي ...الى "مرتبكين لاحقين" (خليط بين انتهازي متنكر أو شريف مرعوب أو آخر مكسور الجناح) تولوا الامانة و ضيعوا تفويض شعبهم في التجريب العبثي والطرش الغريب عن النصيحة و استعمال "المهووسين" بسلطة لا وجود لها اصلا فاضطروا بعد خيبات حذرنا منها قبل الوقوع الى التسابق على حضن "الجلاد" مع غريم سبقهم اليه ...في كل الأحوال هناك أخطاء عديدة في النص لابد من تصحيحها ....غير أن حقيقة واحدة لن يزيفها أحد : الجلادون و حلفاؤهم يهيؤون ببراعة حمقاء نهايتهم التي تليق بهم ....سينكسرون بغرابة لافتة رغم أنف "الثوريين السابقين" و رغم انف "عبقرية" "المرتبكين اللاحقين" ....هناك تاريخ جديد يصنع لهذه الأرض من الماء الى الماء : خلطة الجلاد و الغادر و المرتبك ستكون مثل خلطة تفجير في مخبر مجرب كيميائي غشيم .