بقلم: وفاء الوهيبي
إنّ اللغة العربيّة رغم تخلّفها -بشكل عامّ- عن ركب التطور العلمي و التكنولوجي...الّا انها…
حظى باهتمام ملحوظ. فهي تشهد اقبالا هائلا على تعلّمها خاصّة من طرف غير الناطقين بها، لغايات اجتماعية (الأجانب المقيمون في بلدان عربية) و اخرى اقتصادية (التجار و المستثمرون الاجانب و تعاطيهم مع العرب) و سياسية (العلاقات الديبلوماسية) و ثقافية (حوار الثقافات و الترجمة) و أبرزها الدواعي العقديّة (دخول غير العرب في دين الاسلام). كل هذا أدّى الى ازدياد عدد متكلمي العربية، وتصدّرها مراتب أهمّ اللغات الحيّة المعتمدة في العالم.
ثمّة أمر خطير يهدّد اللغة العربية الفصحى مهمّ أن نعيه وهو التخطيط لاعتماد "اللهجات العربية المحلية" لغات رسمية لكل بلد عربي عوض الفصحى (يظهر هذا على "ويكيبيديا"، مثلا). و هذا في جوهره يكرّس انقسام العرب و يزيد من هوانهم في وقت هم في أمسّ الحاجة إلى لمّ الشّمل و توحيد الصفوف حتى لا يسمحوا "للعدوّ" أن يسيّرهم أو أن يطمس هويتهم.
ينبغي على العرب كذلك أن يعملوا جاهدين على أن يكونوا "منتجين" للعلم لا فقط "مستهلكين" له، فيفرضوا على العالم استخدام مصطلحات عربية بمفاهيمَ عربية و بروح عربية..هذا الأمر يلقي على كاهل المتخصصين (اللغويين و المترجمين) مسؤولية تطوير اللغة من خلال مواكبة كل ماهو جديد على كافة الاصعدة.
هذا يقودني الى مسألة ضرورة تعميم تدريس كافة العلوم باللغة العربية (الى جانب اللغات الاجنبية) في كامل البلاد العربية و في كافة المراحل الدراسية، لما لهذا الخَيار من أهميّة بالغة في تعزيز مكانة اللغة الأمّ عند النّشء -خاصة- و تيسير استيعاب العلوم و تطبيقها..
إنّ الاهتمام بلغتنا و تفعيلَها في كافّة مجالات الحياة لا يعني الاستغناء عن تعلّم اللغات الأجنبية و حذقها.