مقاﻻت رأي

"انسلاخ" الغنوشي وليس مرونة الإسلام

زووم تونيزيا | الأربعاء، 12 فيفري، 2014 على الساعة 19:27 | عدد الزيارات : 1180
رد على مقال المدير السابق لموقع شبكة رصد الإخبارية الاعلامي انس حسن وجهة نظر: "انسلاخ" الغنوشي وليس مرونة…
لإسلام ياتي ردي لا في سياق حمية التابعين ولا نصرة للشيخ انما في سياق مبدئي وهو الدفاع عن حق الغير حين يكون بعهدتي. ان رد الحق لاصحابه فضيلة وما صدر من كلانا يدور في الاجتهاد الفكري فقد تتغير الرؤى و وجهات النظر من شخص لاخر كل حسب ترسباته الفكرية والثقافية وقراءته للاحداث والوقائع ولا يمكن عزل ذلك عن جغرافية الامكنة. اولا حين تتحدث عن الانسلاخ وهناك ايحائية واضحة المعالم للجانب العقدي نرى ان هناك تجنٍ كبير لا مبرر له فالكلمة يدور معناها في فلكين لا ثالث لهما اولا التغير وهي قابلة للتاويل النصي حسب سياق المعنى فقد تعني انسلاخ الغنوشي هو تغير الغنوشي وتحول مواقفه السياسية من المرجعية الى الواقعية وهي لا تعني حتما الغائية او البراغمتية ومعنى اخر نتمنى ان لا يكون ذاته الذي تقصد وهو ما جاء في القران الكريم في سورة الاعراف { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا } اي كفر بها وخرج منها وهذا جرم يقترف وانزال في غير محله واجهاد للنفس وتداعي عاطفي غير محمود ووقعية قاتمة في بؤرة التكفير وليس اجتهاد واي ذنب ارتكبت يا رجل. ثانيا لومك على الغنوشي بانه صرح انه انقذ تونس من مصير مصر وانت تقول انه تنازل على كل شئ ليبقى فقط. الغنوشي انقذ وطنا وهنا تختلف المفاهيم بين وطن الجميع ووطن الجماعة الذي تريدون ولو اطلعت على كتب الغنوشي لفهمت فكر الرجل وعبقريته وهواللذي اثنى عليه اخوان مصر وسيده اخوان العالم فجعلوه نائبا لرئيس اتحاد علماء المسلمين وقبل ذلك مدحه وعدد مناقبه خيرة المفكرين والمثقفين في العالم العربي والاسلامي اللذين عرفوا بحيادهم ولو اطلعت حتى على اخر حوارات وندوات الرجل لفهمت الحقيقة وفهمت فلسفة الواقع ومن بعض كلامه نشتق ما يلى في الديمقراطيات الحديثة النصف زائد واحد لا يكفي وحتى الستة اعشار ليست كفيلة بالاستقرار ويجب ان يكون الجميع في خندق واحد لان الوطن بحاجة للجميع فان كنت جاحدا لما تحقق في تونس فقد علم الكثير واشادوا بذلك ثالثا قولك بان الغنوشي ليس له افق انما ثقل مصر في المنطقة هو الذي جعل امريكا والصهاينة والامارات والسعودية يركزون على مصر ويخففون الضغط على تونس حتى يعودوا اليها لاحقا نقول الفرق بيننا اننا تقبلنا الرسائل مبكرا وعملنا على الوحدة الوطنية واستعنا بالحكماء لحظة الاشتداد وبالاصدقاء ساعة السوء وكانت وحدتنا رمز قوتنا وكان القادة يثبتون قناعتنا بان الوطن هو القارب وان الوحدة هي سبيل النجاة فصمدنا و اوصدنا ابوابنا ونوافذنا امام الرياح المسمومة القادمة من المشرق وشرق المشرق وغربه وتكسرت احلامهم على عتباتنا وهم يحاولون لحد الساعة بكل السبل شق صفنا وزرع فتيل الحرب بيننا لكننا واثقون بان الخير ياتي فقط من اهل البلد وان اختلفت تياراتهم وتوجهاتهم ومشاربهم لان للوطن مفهوم سحري لا يستسيغه ولا يفهمه الا التونسي رابعا ان المقارنة بين اردوغان والغنوشي لم تكن في سياقها الحقيقي فانت تتحدث بلسان اعدائك من الشقين العلماني والمتشدد بان الاخوان استعملوا الدين لتحقيق مكاسب سياسية ووصلت الى نتيجة انهم خسروا السياسة وابتعدوا عن الدين فهل شققت على قلوبهم والى جانب ذلك تعدد نجاحات اردوغان وترى انه يسمى الاشياء بمسمياتها و من خلال كلماتك هناك انتفاء للدين وبعده عن مناحي الحياة في تركيا وهذا جورا اخر لايقوله الا من هو ابعد ما يكون عن الفكر والسياسة وبعيد كل البعد عن حاضره وعن المتغيرات على الساحة العربية والاسلامية اضيف يعتبر الشيخ راشد الغنوشي احد رواد الاصلاح في العالم الاسلامي وعلمه منهل لاردوغان واخوانه والكلام لهم طبعا اخيرا اتمنى ان اكون قد وفقت في الرد على هذا المقال واتمنى صادقا من الله العزيز الجبار ان يرفع الاذى عن اخواننا في مصر ويثبتهم ويايدهم بنصره ويهلك اعدائهم وهو على كل شئ قدير