مقاﻻت رأي

الفتنة السّورية و اللّعبة الأمريكيّة

زووم تونيزيا | الخميس، 19 ديسمبر، 2013 على الساعة 23:29 | عدد الزيارات : 866
بعد أن قرأت المقال الأخير الذي نشره السيد عبد الباري عطوان و الذي عنوانه: «"ارتباك "بهلواني" تجاه الأزمة…
لسورية: أمريكا تقول وداعا للجيش الحر.. وأهلا بالجبهة الإسلامية بديلا.. وبندر يفرك يديه فرحا!"» على موقع رأي اليوم، و للتّذكير فقد كتبت عدّة مقالات عن الفتنة و الاقتتال و التّناحر على الأراضي السورية، و التي وقودها الشّعب السوري و المغرر بهم من المندفعين السّلفيين و غيرهم من الإسلاميين عموما، و الذين هم من حيث لا يدرون حقّقوا للأمريكان و الصهاينة ما لم يتمكّنوا من تحقيقه بالرّغم من الأموال التي أنفقوها و المخططات و التآمر الذي دام لعقود. و بعد أقول للزّعامات المزعومة و النّخب السّياسية الغير منتخبة في عالمنا العربي و الذين في الحقيقة أغلبهم لا يفقه شيئا في السّياسة و الذين هم بل أغلبهم يأتمرون بأوامر أسيادهم في الغرب المتصهين، و الذين بسياساتهم و قراراتهم الرعناء و إذعانهم و تسليمهم للإملاءات و التّعليمات الصهيو-غربية جرّوا على أوطاننا و شعوبنا الويلات و الدّمار. أقول للسيد عبد الباري عطوان و لكلّ النّخب السياسية العربية، هل تتصوّرون أن الأمريكان أغبياء إلى هذا الحد؟ لا يا سادتي الكرام، إنّ أمريكا لعبت لعبتها و حقّقت أهدافها، و النّخب السّياسية العربية هم الذين لم يفهموا شيئا من الخبث الصهيو-أمريكي، فقد ضربت أمريكا عصافير كثيرة بحجر واحد، فقد تخلّصت من كلّ شخص مشروع مقاتل ضدّها على الأراضي العربية بأجناد عرب و لم تخسر عليكم فلسا واحدا أو جنديا أمريكيا واحدا كما فعل في السابق لورانسكم في حربه ضد الإمبراطورية العثمانية، و قد تمكّنت أمريكا من سحق السّلفيين بالجيش السّوري، و بالطّبع بهم استنزفت و دمّرت الشّعب و الوطن و الجيش السّوري، كما أنّها تمكّنت من نزع السّلاح الكيميائي السوري في لحظة فارقة، و العرب الأغبياء يقتلون أنفسهم و يدمّرون شعوبهم و أوطانهم، و بالطّبع هذا ما كان يريده العدو و هذا ما خطّط له منذ مدّة طويلة، و قد تمكّن من تحقيقه بأيدينا و بأموالنا و كلّه بسبب غبائنا و اندفاعنا و تسرّعنا، و في النّهاية هم لم يخسروا شيئا لا في المال و لا في العتاد و لا في الأرواح. و أخيرا أقول لأصحاب القرار في عالمنا العربي: ويحكم أيّها العرب كيف تفعلون في أنفسكم ما لم يفعله فيكم العدو و كيف تحقّقون للمتربّصين بكم ما لم يتمكّنوا من تحقيقه منذ عقود.