بات اليوم جليا أنّ أغلب وسائل الإعلام باختلاف أنواعها في تونس تعمل من أجل إجهاض الثورة،وقد حققت نسبة عالية من…
لنّجاح حيث أصبحنا نسمع اليوم تحسرات البعض عن أيام المخلوع وقد سمعت يوما من أحد معارفي ولا يشرفني أن أقول عنه صديق يقول " انقلاب 14 جانفي..."
إن تحقيق الإعلام لنسبة من النّجاح رغم وعي أغلب الشّعب مرده العمل بمخابر للتّكوين والرّسكلة والتّخطيط والبرمجة ، إذ لا تقتصر مهام تلك المخابر على الإمكانيات الضّخمة فحسب وهي متوفرة لديهم عن طريق ضخّ المال الفاسد من الدّاخل والخارج وتعتبر هذه اللّبنة الأولى في بناء إعلام موجه لغاية ما باعتماد مقولة لوزير الدّعاية السّياسية بألمانيا النّازية JOSEPH GOEBBELS " أكذب حتى يصدق الناس ، وكلما كانت الكذبة أكبر كلما كان تصديق الجماهير لها أيسر"
فهم يعملون بتلك المخابر لتسويق الخبر والمعلومة بطريقة علمية ، فنية وتقنيات عالية بدءا بجمالية الصورة إن كان مرئيا ومقروءا أو صوتا جذابا يتفاعل مع الحدث ويؤثر في حالة الإعلام السمعي ، ثم تسويق ذلك الخبر إن كان انجاز محمود على أنه منقوص وتشوبه عدّة علل ومشكوك فيه وفي مصادره ، أمّا في حال الخبر السّيئ فلا يفوتهم تهويله وتضخيمه من أجل التشويه وبث الفتنة وإثارة البلبلة وحدث ولا حرج عن التأطير في مجال طرح الأسئلة التي تحملها في باطنها الكيد والتآمر وفي ظاهرها بحث عن المعلومة مع تسويق الشّائعات والأخبار الزائفة وتعميم ذلك على كافة وسائل الإعلام.
هذا باختصارما يقوم به أعداء الوطن وهم فئة استئصالية عنصرية نظرتها لشعبنا على أنه عبيد وهي الراعي وهو الرعية التي تخدمها وتعمل من أجل رفاهتها.
وما يحزّ في النّفس أن حكومتنا وأخصّ بالذّكر حركة النّهضة لم تعمل على كشف الفاسدين المفسدين في كافة المجالات والقطاعات و أخطرهم الإعلام و لم تسع لبناء إعلام مواز ذو إمكانيات وطاقات كبرى سوى بعض الإجتهادات الخاصة ونذكر منها قناة المتوسط والزّيتونة وشبكة تونس الإخبارية TNN.. وجريدة الضمير وبعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي والظاهر للعيان أن إمكانياتهم المادية أكاد أقول معدومة...
فمتى تدركون أنّ الإعلام أخطر من أسلحة الدمار الشامل؟
بقلم فــتحي الهمــــامي