رسالة مفتوحة للباجي قايد السبسي
هل تذكر ما فعلت بالمناضل علي الزليطني؟
بقلم: ثريا اللافي
اتصلت بي صديقتي…
لليبية، وبعد حديث السلام والمحبة والود واثر حديث بين نساء سألتني كيف الحال في تونس وما هي احوال البلد متحدثة عن محبتها لتونس التي زارتها أكثر من مرة بل وعاشت فيها أشهرا خلال سنة 2011 ثم بعد جواب مني على اسئلتها أكدت أنها فرحت ببهجة مساء 14 جانفي 2011 وبالأيام الموالية لنجاح الثورة التونسية وطابعها الفريد، و وتداركت قائلة : لقد أصبت بخيبة أمل الايام الماضية و أنا أستمع لنشرات الأخبار وأقرأ بعض الصحف الورقية وأطلع على المواقع الالكترونية على تصريحات لذلك العجوز والتي رد فيها على رئيسكم الذي أبهر العالم بتصريحاته واقتراحاته خاصة و أن والدي أخبرني انه المرزوقي هو نجل احد قادة الحركة اليوسفية والذي فر الى المغرب بعائلته من بطش بورقيبة وزبايته ...
و أضافت مؤكدة : لعلمك صديقتي التونسية أن للرجل الغاز والغاز سنة 2011 في ملفات عدة سيكشف التاريخ عنها أثناء الثورة الليبية رغم ادعائه البطولة في موضوع استقبالنا في تونس وذلك موضوع ثان ....
قلت لصديقتي الليبية بعد أن غيرنا طريقة التخاطب من الهاتف الى السكايب أنه من شارك في تزوير انتخابات 1981 و قد التف على الثورة سنة 2011 كما لغم الإدارة التونسية ورغم كل ذلك فانه أحد الطامحين في دخول قصر قرطاج ، وهنا ردت صديقتي اعرف ذلك لكن ماذا يجري في تونس وما يحدث لثورتها حتى يظهر هذا السيد من جديد، بعد أن عقدنا كعرب ومسلمين أمالنا الكُبرى على فاتحة الثورات العربية وان نعود مجددا للتاريخ وللمستقبل...
قلت لصديقي لا عليك حبيبتي سأبدأ من البداية ومن عشرينات القرن الماضي مخاطبة هذا العجوز في رسالة موجهة اليه والى كل الشعب التونسي والذي غدرت به نخبته عندما سلم أمره الى هذا العجوز اثر تحركات القصبة 2 وانسحاب الوزير الاول الاسبق محمد الغنوشي :
لقد ولدت سنة 1926، و تاريخك حافل بالهنات والمنزلقات ويعرف الجميع أنك ساهمت في جمع سلاح المقاومة في جهة القصرين في بداية الخميسنات وأنّك عملت في الإدارة الجهوية بوزارة الداخلية ثم ديوان السياحة قبل أن تكون مديرا للأمن لتكون مسؤولا على جلد اليوسفيين، ثم وزيرا للداخلية ما بين 1965 و1969 وفي هذه الفترة التاريخية عرفت تونس موجة كبرى من الاعتقالات والمحاكمات السياسية لمختلف فصائل اليسار الماركسي وكذلك البعثيين والناصريين و كل نشطاء الحركة الطلابية بمختلف انتماءاتهم على خلفية أحداث جوان 1967، ثم لا تنسى وأكيد أنك تذكر أو لنقل هل لازلت تذكُر أنك دبّرت مؤامرة للمناضل علي الزليطني سنة 1969 ومتهما إيّاه بقيادة انقلاب ضد بورقيبة ( وبامكانك مراجعة شهادة الجامعيين المؤرخين في مؤسسة التميمي أو الجذاذة الفنية للمؤسسة حول سينمار الذاكرة الوطنية الخاصة بالمناضل علي الزليطني)، ويعرف الجميع أنك اشتعلت وزيرا للخارجية ما بين 1981 و1985 و هي الفترة التي تم فيها تزوير انتخابات 1981 بشهادتك على قناة الجزيرة بعد الثورة، وهل تذكر أن النظام الذي كنت جزء منه قد مارس القمع الواسع والقتل الممنهج للشرائح الشعبية المنتفضة في جانفي 1984 من أجل حقها في الخبز الكريم، يا سيدي هل تجبنا عن دورك في أحداث برج علي الرايس ، أو من أمر بإطلاق النار على أهالي الوردانين وما رأيك في ما قاله احد المسؤولين الامنيين في تصريح خاص بالأحداث ...
هل نسيت أنك كنت سنة 1987 سفيرا لحكومة مارست كل صنوف القمع على الطلاب وبدون هوادة، كما لا بد من التذكير أن بورقيبة نفسه اتهمك بالسرقة والتآمر عليه في خطاب له في باردو سنة 1974 ومجلدات الخطب موجودة وبها نص خطاب بورقيبة .....
وبعد خلع بورقيبة أصبحت سيد الباجي برلمانيا في برلمان حكومة بن علي ما بين 1989 و1994 بل ورئيسا لذلك البرلمان المزوّر للقوانين ثم غبت ونسيك الجميع وكتبت مذكراتك – نشرت سنة 2009 على ما أذكر- في كتاب وتحدثت فيه عن بورقيبة – و ما ردك هنا أنك حسب بعض الاطلاقات الصحفية بأنك رجل وسيلة في القصر والحكومة – و انت سيد الباجي لم تزره ولو يوم واحد طيلة 13 سنة في إقامته الجبرية ( وعليك مراجعة مذكرات الوالي وشهادته امام مؤسسة التميمي) ولم تتحدث عنه لا سرا ولا علانية لتتشبه به اليوم (في افريل الماضي في قصر هلال) و توظفه في أجنداتك بعد أن وعدت أن تلزم بيتك بعد 23 أكتوبر 2011 وأن لا نرى وجهه مستقبلا.
- هل عرفت وأنك لم تكتب مقالا واحدا كما لم تدلي بتصريح واحد ضد حكم بن علي المافيوي بل انك أنشأت مؤسسات لك في ظله وبدعمه – أي المخلوع- بل أنه صرحت مادحا ومتملقا عديد المرات ولعل تصريح الشروق سنة 2008 مثال للذكر لا الحصر...... ثم أريد أن أذكرك أنه عمل تحت امرتك مرتين عندما كنت وزيرا للدفاع وكان مسؤولا للامن العسكري وقلت في برنامج «شكرا على الحضور» منذ اشهر، أنك قابلته مرة واحدة (.....) كما انك كنت وزيرا للخارجية وكان سفيرا وقد نصدك انك قابلته ايضا مرة واحدة.....
يا باجي انني مواطنة تونسية قبل ان أكون كاتبة أو إعلامية، وبالتالي من حقي ان أقول لك مكررة ما قلته اعلاه أن الذين أسقطوا حكومة محمد الغنوشي الثانية يوم 25 فيفري 2011 لا يعرفونك وأن النخبة العارفة بتاريخك «الأسود»حسب رأيي وحسب قراءتي، لم تُنبّهم، لذلك سمحوا له بتولّي أمرهم فشكّلت المشهد السياسي والقانوني والتشريعي والإداري بما تضمن لك البقاء في السلطة أو تسليمها لموالين لك أو هكذا خططت حيث وضعت أتباعك في الهيئات والمناصب المختلفة إبان الفترة الانتقالية الأولى، و لكن السحر انقلب على الساحر في انتخابات 23 أكتوبر 2011.
وأكملت صديقتي الليبية الحكاية قاطعة رسالتي اليك يا سيدي الباجي ، مُثبتة المامها و متابعتها الجيّدة لما يحدث في تونس ، شباب الثورة لا يعرفون هذا العجوز الذي التف على ثورتهم وأخرج من الأرشيف للعب ذلك الدور و أسس حزبا بعض من رجاله من اليسار ألاستئصالي ومن عُتاة التجمعيين، و أضافت صديقتي مؤكدة نحن الليبيين أصحاب خبرة واطلاع على تاريخ تونس و ساستها، هذا الرجل له طموحات سياسية متأتية من تاريخ عائلته في ممارسة السلطة، وهو يا صديقتي و وفقا للروايات هنا في طرابلس الغرب غامض العلاقات والولاء بل أن المخلوع بن علي نفسه قد أقاله بسبب وجود ملفات معقدة مرتبطة به، وبالتالي فان شعب تونس الذي صنع ملاحم 84 و 86 و 2008 و 2011 لن ينخدع بل وسيُلقّن السبسي درسا يماثل صفعة المصريين لشفيق في الانتخابات الرئاسية المصرية منذ سنتين.