من يطلع على بدايات الثورة السورية يعلم يقينا ان قضيتها قضية عادلة ، قضية تحرر من نظام متعطش دوما للدماء من…
مانينات القرن الماضي . و لكن تطورات الاحداث احيانا قد تأتي بما لا تشتهيه النزعة السلمية و يعيد التاريخ نفسه لنكون مع موعد للثورة بمفهومها الكلاسيكي الذي يهدم البناء ليعيده و في حالتنا التي نناقشها ليهدم النظام و يعيده و لكن في مفهوم اشمل و اعم الا وهو النظام الشرق اوسطي الجديد كما عبرت عنه سابقا كوندليزا رايس . طبعا هنا لا اتهم من رفع السلاح في وجه بشار بالانخراط في هذا التخطيط التآمري لكن كما للبندقية حساباتها ، كذلك للغرف المظلمة حساباتها ايضا و لعل ما تفرزه هذه الغرف اقوى اثرا مما تحصده المدافع يوميا من ارواح بريئة و لعل ايضا ان الثانية قد صارت في خدمة الاولى دون ان تدري . الحقيقة يا سادة ان دول الغرب على تباين مواقفها تريد الخروج بالوضع السوري الى حيث تكون مصالحها في امان و ضمان و لا يغرنكم ما تتشدق به من دعم الشعوب في تقرير مصيرها ، انما هو ضحك على الذقون احترفه ابناء العم سام ليزينوا به وجوهم القاتمة امام شاشات التلفاز و في المنتديات. و الادهى من هذا انها تقف على مسافة معينة مما يجري و تترك الشعب السوري يقتل بعضه بعضا دون ان نرى دمعة تنزل على خدود احد التماسيح الحاكمين اوروبا و امريكا و حتى روسيا فهي منهمكة في مفاوضات و تحركات سياسية لتعطي احد اطراف النزاع الوقت الكافي ليقضي على الاخر و لتفتك من المعارضة السورية في جناحها السياسي اكثر ما يمكن طبعا في اطار ان السياسة مصالح او لا تكون . و اذا تحدثنا عن علاقة الغرب بالجناح المسلح للثورة السورية الذي حقق عديد المكاسب على ارض الواقع و لا يحسن استغلالها فموقفها اما اعتبار طرف ضمن قائمة الارهاب او اعتبار الطرف الاخر بيدقا يمكن ان يمهد لها ما تريد نحته في الوضع السوري على وفق رؤيتها ` التجريدية ` و هذا ظنهم ..... ثم تطلع علينا الولايات المتحدة باعلانها العزم على التدخل عسكريا في سوريا . دول الغرب هذه المرة و بعد دروس الغزو المرة في افغانستان و العراق لم توافق و تركت المجال مفتوحا لامريكا لتعيد صياغة المسرحية على طريقة` الوان مان شو` . سبب الغزو الظاهر كالعادة مساندة المعارضة في احلال الديمقراطية على ظهور الدبابات الاميركية و طرد العميل السابق لاسرائيل بالوراثة و لكن اسمعوا مني فطائرات بي 52 عندما تدك الارض السورية لن تفرق قنابلها بين معارض او مساند لبشار فهدفها استباحة دم المسلمين كافة فليس هناك ارخص منه و هي مع ذلك لن ترسل في السماء الشامية الزعيم ابو صالح ليقيم العدل و يعيد ذلك المجد الذي ارعب الروم لقرون بل سيكون اول طرد بريدي لها مسخا جديدا من المسوخ العميلة لحماية امن ربيبتها اسرائيل و الله المستعان ....