مقاﻻت رأي

مؤتمر شباب النهضة بالجامعة و بعد .....

زووم تونيزيا | الخميس، 3 أكتوبر، 2013 على الساعة 15:58 | عدد الزيارات : 869
لا شك أن بروز الفصيل الطلابي لحركة النهضة في الساحة الجامعية بعد مؤتمره التأسيسي سيجعلنا نطرح التساؤل التالي…
ماذا ننتظر من هذه المنظمة الوليدة ؟ " . و بعيدا عن التجاذبات التي حصلت و التي ستحصل مستقبلا في علاقة هذا التنظيم بأعدائه و " أصدقائه " في الجامعة ، وجوده كأمر واقع يجعلنا نتجاوز هذا البعد الوجودي لنتحدث أكثر عن ماذا يمكن أن يقدم للطالب التونسي البائس ... إذا نظرنا إلى الساحة الطلابية ما بعد الثورة ، وجدنا أطرافا نقابية و أخرى سياسية . و لعل علاقة النقابي بالسياسي، أو بالأحرى رسم الحدود بينهما ، أمر لم يتعين وجوبه بعد ، فالإتحاد العام لطلبة تونس منظمة في أصلها نقابية لكنها تخدم أجندات يسارية بامتياز و كذلك الاتحاد العام التونسي للطلبة يعتبره عدة مراقبين واجهة لسياسات الإسلاميين ، فهل سنظل في هذه الازدواجية التي تستنزف مطالب المدرج الجامعي لفائدة سياسات هذا أو ذاك. المهم، تعدد المنظمات في الجامعة، نظريا، ظاهرة صحية، لكنه سلاح ذو حدين إن كانت الكثرة على سبيل الفرقة و التنازع المقيت...و لعل ما أجده مفيدا في هذا التعدد ، أن يكون لمنظمة معينة مثلا تخصص تشتغل على تنميته كالصحة أو الفنون الخ ... و ما أكثر مجالات العمل الجامعي !!!! من جهة أخرى ، كون الشنج ( شباب النهضة بالجامعة ) ينطلق فكريا من تصور يقوم على مبدأ شمولية الفرد المسلم في تعاطيه مع الواقع دون فصل دين عن دنيا مع طرح البديل دائما في كافة المجالات ، فهو أمام مسؤولية تاريخية تحتم عليه الأخذ بأسباب التميز في كل ما يهم الطالب و من أوكد مهمات الشنج ، في تقديري ، في المرحلة القادمة أمران : 1- توحيد الساحة الطلابية الإسلامية تحت مظلة واحدة بعد الاتفاق على المنهج و الأهداف المرحلية و الكبرى عند رسم خطط النهوض بالعمل الطلابي . 2- تطوير الخطاب السياسي ليخرج من منطلقاته الإسلامية المجردة ( و إن كنت لا أنكر مضامينها ) ذات المفاهيم الفضفاضة مثل شعار " الإسلام هو الحل " ، إلى مشروع ينبع من تطلعات الطلبة و واقعهم في إطار الرؤى الفكرية الإصلاحية . طبعا ، لا بد من مساندة و تحفيز الجهد الإبداعي في الاختراعات و البحث العلمي و إرجاع مكانة الكتاب و الفنون و الترجمة و الفكر إلى سالف عهدها و العمل على ترسيخ المفاهيم التربوية في بعدها الحضاري الإسلامي . إن الجامعة رافد عظيم من روافد نهضة الأمم و عليه كل تجربة طلابية وليدة في تونس حقيق بها أن لا تخرج عن حركة التاريخ التي ضمت صفحات ناصعة من النشاط الشبابي الإسلامي مثل صوت الطالب الزيتوني و الطلبة المستقلون .