بقلم الإعلامي: بكر نوفل (مراسل زووم من فلسطين)
كثيرة هي الأذواق بين الناس وكذلك الألوان، والتشكيلات…
لتي ترنوا للبعض من لباس ومأكل وكذلك في اختيار المصطلحات، وبعض الكلمات والألفاظ "الدخيلة" على الوسط الشبابي.
إن تغيرات الأوضاع في الزمان والمكان والتوجهات في مجتمعنا؛ تؤثر تأثيراً كبيراً على العادات والتقاليد الحسنة التي أورثها لنا أجدادنا، حتى باتت عقول وقلوب بعض شباب اليوم من تدجيل "وميوعة" لا تليق بشباب يعرف معاني الشدة والاستعداد لمواجهة مصاعب الحياة وخصوصيات الحالة الفلسطينية المواجهة للاحتلال.
لقد حط البعض من عادات وتقاليد شعبنا السامية المقدسة التي كانت الأمثل في حياتنا الاجتماعية وفى تجاربنا العملية في مجتمعنا وكما يقول أجدادنا "كان الجار لسابع جار" إلى أي حد وصل الجار الآن؟
إن نتائج العادات السيئة هو (تمزق التكافل الأسري) الرامي إلى إعاقة الأجيال من التقدم والتحضر بل ومن التطور، فلا بد من (ثورة على عاداتنا الخاطئة والعادات الدخيلة عموماً) ولا بد من الدعوة إلى التخلص منها واجتثاثها من مجتمعنا المحافظ.
إن النظافة من الإيمان كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لا يقتصر على نظافة الثوب والمكان ولكن الأهم هو تنظيف دواخلنا وصفاء قلوبنا من جميع العوالق "الفكرية" التي تحاول السيطرة على قلوبنا وعقولنا، والتي تأتينا من الاتجاهات المعادية لقيمنا ولأخلاقنا ولعاداتنا وللأسف .. ومن بعض المروجين لها الواقعين بحبائلها الذين يُحبون أن يشيعوها في المجتمع كي لا يشعروا بالوحدة والغرابة وهم -في وسط ثقافتنا وتمسكنا بأخلاقنا- كذلك.
كثيرة هي المؤسسات المحلية والدولية الأجنبية التي تعمل بكل ما بوسعها لنشر العادات والتقاليد الجيد منها والمنحل وبثها في الوسط الشبابي تحت مسمى "الحرية الشخصية" و"الحرية الإنسانية" وبرامج التي تهدف إلى هدم جميل عاداتنا وتصوير الإسلام زوراً بأنه مقيدٌ للحرية الشخصية، وهم في الأساس يردون تمزيق النسيج الأخلاقي والديني الذي رسمه الإسلام للبشرية وكان أكثر من دعا إليه وحافظ عليه.
إن التمسك بالعادات والتقاليد الحسنة من قبل الشباب يُنتج رجالاً أقوياء أخلاقياً وإيمانياً الأمر الذي انعكس على علاقاتهم الأسرية والمجتمعية وجهودهم الوطنية والدينية.
إن الحاصل وسط الشباب من فرض أسوأ ما في "العولمة" وأخذهم أسوأ ما في الغرب من عادات شخصية في الملبس والمأكل وفي التعاملات يتعارض مع هدي الإسلام الناصح بأخذ خير ما في الأمم "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها"، واللوم لا يقع على الشباب وحده بل هي مسؤولية الجميع من مؤسسات حكومية وأهلية، وكذلك يقع جزء كبير ورئيسي من المسؤولية على عاتق الأهل بالدرجة الأولى ومدي متابعتهم لتصرفات أبنائهم في البيوت وخارجها ودعمهم وتقويمهم لهم، بالإضافة إلى مدي وعي الشاب ذاته بعدم الانجرار والتلهث خلف ما تنشره المؤسسات الدولية والعربية في وسائل إعلامها المختلفة من معلومات وعادات وتقاليد وأفكار ضارة بعيدة كل البعد عن قيمنا وأخلاقنا وتهدف في المحصلة إلى إبعاد شبابنا عن عاداته وتقاليده السامية.