اتضح منذ بداية الأسبوع المنقضي أن قوى الثورة المضادة و أركان الدولة العميقة يلعبون آخر أوراقهم بعد تقييم لهم…
د يكون أنجز منذ أيام مفاده وخلاصته أنهم قد تلقوا عديد الضربات المُميتة والقاتلة لمساراتهم و مصالحهم ومُخططاتهم سوى من داخل مقراتهم و أساطينهم أو من خارجها و ذلك:
- عبر نيران صديقة اختراقا من الخارج أو ضمن ضيق الحسابات ( بعضها معروف للرأي العام والآخر خفيّ حتّى على بعضهم خاصة وأن بعضهم يعتبر نفسه من القيادات أو من الرموز بينهما هُو يتيه في عالم الأوهام).
- من خارج تركيبتها المعقدة والعنكوبتية والمُتشابكة وغير واضحة المعالم سواء في العاصمة أو في داخل الجمهورية أو حتى في بعض العواصم العربية والدولية، فقد تعددت خطوات مُؤسّسة الرئاسة ( أنشطة متعددة ولقاءات ومشاورات أصبحت لا تحصى ولا تعد و إجراءات مُتماهية مع اللحظة التاريخية) ، إضافة إلى نجاحات نسبية لحكومة علي لعريض (أسعار في المتناول في شهر رمضان - استتباب الأمن- موسم دراسي ناجح – تقدم في الملفات الاقتصادية - تطور علاقاتها الدولية ...).
وبناء على ذلك تُسارع الثورة المضادة والماسكين بخيوطها في الداخل وفي الخارج إلى مسابقة الزمن من أجل إعادة الكرّة لقتل النفس الثوري التونسي ومسار ثورة الشعب فتحركت ماكينات الإعلام المُضاد للثورة والحكومة عبر أساليب التشكيك والإثارة و الفزّاعات ومنطق التضخيم في هذا الاتجاه و التقزيم في الاتجاهات الأخرى، ورغم الفشل الذريع لسياسات بثّ الفوضى والشك و إبراز قوى الثورة المضادة في اتجاهات التصويت والتي تم هندسة بعضها في غرف نزل سياحية بناء على القياس والفبركة لصالح هذا الشخص أو ذاك الطرف.
وان إخراج ورقة "التوهامي العبدولي" (المعروف بانتمائه للتجمع الدستوري الديمقراطي منذ بداية التسعينات والذي استطاع عبر مخالب الدولة العميقة اختراق حزب التكتل بل والحصول على حقيبة كاتب دولة للخارجية وهو الذي طالما كان مساعدا للهادي مهني أو ورقة تجمعية في روما وأماكن أخرى عديدة)، كُلّ ذلك يدل أن الدولة العميقة ترتج وتبحث عن ما تبقى لها من أسماء ومعطيات ووثائق لاستعمالها، بل أن أسلوب العبدولي – خاصة وأنه ساهم في إرباك لحكومة الجبالي و للوزير السابق للخارجية الدكتور رفيق عبد السلام – الذي أدلى به إلى إذاعة موزاييك يدل على موضوع اللعبة في الأيّام القادمة وأن الأسلحة في ما تبقى من معارك بين قوى الثورة و أيتام المخلوع و المكونات المتناثرة للثورة المضادة أصبح معروفا وواضحا بل وجليا لكل المتابعين بل وللمواطنين...
أن هزيمة الثورة المضادة حتمية ولكنها رقصات الديك المذبوح في مسارح تونس وقراها ومدنها وستشهد روح محمد البوعزيزي الذي احترق ليعود التونسيون بل كل العرب للتاريخ ، أن الأشهر القادمة هي نهاية للدولة العميقة التي تكوّنت منذ بداية خمسينات القرن الماضي وأنها وان احتمت منذ سنتين بقلاع محصنة فإنّنا نعي جيدا معاقلها ومخططاتها لأننا روح الثورة وأصحاب إرادة خاصة وان إرادتنا هي إرادة الشعب و إرادة الشعب من إرادة الله و إرادة الله لا تقهر...
أما الرسالة الأخيرة فهي واضحة وغير مشفرة على عكس رسائلكم المشفرة في أحد مراكزكم الخارجية المُعدّة لغايات أصبحنا نعلمها فهي : أن الصامت ليس بالضرورة ليس له ما يقول، و أن ليس كل يعرف يقال، وأن تبجح باروناتكم الاعلامية بفرقعات صغيرة ليس دليلا أن قوى الثورة لا تُخفي لكم مفاجآت كبرى وحقيقية وذات وزن ثقيل فانتظروا إننا معكم منتظرون في رحاب الخضراء، أفهمتم أم تراكم تعون أن الميادين أكثر تعبيرا من الكلام حتى لو كان بليغا...