مقاﻻت رأي

مصر و العسكر... و ثورة الدفاع على الشرعية

زووم تونيزيا | السبت، 6 جويلية، 2013 على الساعة 20:28 | عدد الزيارات : 945
زووم - بقلم  توفيق بن رمضان - أولا أقول: مشكلتنا في العالم العربي أنّ كلّ من استلموا الحكم عندنا بعد الاستقلال…
النّخب السّياسية التي تدّعي أنّها تدافع عن الحرّية و تعشق الدّيمقراطية لم يحلّوا مشكلة التّداول السّلمي على السّلطة، و قد قلّدنا الغرب في كلّ شيء حتّى الأمور التي لا تليق بنا و لا تنسجم مع ثوابتنا بل تتعارض مع هويتنا العربية الإسلامية. ثانيا أقول: أيّها الشّعب المصري إن كنت عظيما حقّا فإنّك أمام لحظات حاسمة و مصيريّة من تاريخك بل مستقبل الأمّة جمعاء، فلا تخذلنا و لا تخيّب ضنّنا فيك أصمدوا و لا تضعفوا و لا تتهاونوا في الدّفاع عن أوّل تجربة ديمقراطية، لا تجعلوهم يعيدونكم للسّنوات العجاف سنوات السّواد و الاستبداد. و ثالثا أقول: أيّها المتشدّقون بالدّفاع عن الحرّية و الدّيمقراطية في الغرب و عندنا من الذّين أوجعوا رؤوسنا بكلامهم عن الحرّية و الدّيمقراطية، و لكن في الحقيقة الكثير منهم اتّخذوا منها موردا للاسترزاق و التّمعّش من المنظّمات الحقوقيّة الأجنبيّة و السفارات الغربيّة. لقد فضحتم و انكشفتم في عديد المناسبات، و تآمركم في مصر مع العسكر و انقلابكم على الشّرعيّة و السلطة المنتخبة، ويحكم لقد قضيتم سنوات من أعماركم و أنتم تتشدّقون و تزعمون أنّكم تدافعون عن الحرّية و الدّيمقراطيّة، و في أوّل امتحان في مصر تسقطون و تنكشفون تبّا لكم من منافقون تقولون ما لا تفعلون. أيّها الحكّام في الولايات المتّحدة الأمريكيّة متى كنتم تدافعون عن حقوق الإنسان و الحريّة و الدّيمقراطيّة و أنتم من سحق الهنود الحمر و استعبد الأفارقة السود و أحرق الفيتنام و شعبها و إلى الآن تمارسون التمييز العنصري بين أبناء شعبكم على أساس العرق و اللّون و قد دمّرتم العراق و سوريا بالكذبة الكبرى التي استعملتموها منذ سنوات و تمعنون في تآمركم مع حكّام الخليج البعيدون كلّ البعد عن الدّيمقراطيّة و تنكرتم في مصر و قبلها في غزة و انقلبتم على الشّرعية التي أفرزتها الصناديق، لن نسمع لكم و لن نثق فيكم و في عملائكم و لن نقبل ما تقولون مستقبلا عن الحريّة و الدّيمقراطية لن نثق فيكم و في عملائكم الذين تقولون عنهم أنّهم ديمقراطيّون و حداثيّون يعشقون الحرّية و يدافعون عن الكرامة الإنسانية و لكنهم لا يقبلون بنتائجها إذا كانوا من الخاسرين. و أخيرا أقول للأغبياء و المغفّلين من الشّعب المصري الذّين ضحك عليهم الأزلام و الفلول و رجال الأمن الفاسدون، لقد ثرتم ضدّ حكم العسكر الذي استعبدكم و سحقكم و أذاقكم الويل منذ أكثر من نصف قرن فهل تنتظرون منهم أن يمنحوكم الحرّية و الدّيمقراطية و العدل و العدالة الاجتماعية. كيف تتحالفون مع الأزلام و الفلول و العسكر، وضدّ سلطتكم و رئيسكم الشرعي تنقلبون، كان عليكم أن تحافظون على أولّ تجربة مصيريّة و فارقة في تاريخكم و مصير و مستقبل شعبكم و وطنكم، ويحكم لو نجح العسكر في ورقتهم و لعبتهم الأخيرة فأنتم تسلّمون شعبكم من جديد للاستعباد و الاستبداد و الظلم و القهر و العذاب تعودون و لا شكّ بعدها أنّكم ستندمون، و لن ينفعك النّدم و سوف تتحسّرون على فرصتكم التي ستضيّعونها بغبائكم و قصر نظركم و لا شكّ أنّ الكثير من الذّين شاركوا في وقفة ميدان التحرير يوم الثلاثين كانوا من التابعين للنظام السابق أو من المأجورين الذين قبضوا ثمن وقفتهم في ميدان الانتكاسة و العودة للاستعباد و الاستبداد، أيّها المغرّر بهم عودوا إلى رشدكم و دافعوا على الشرعيّة و الحرّية و لا تكونوا سببا في العودة إلى العبودية لا تجهضوا تجربتكم الأولى في التحرر و الإنعتاق و لا تقبرونها في مهدها، ويحكم كيف لا تنتبهون لما يحاك و تساهمون بغباء و حمق في تدمير وطنكم و شعبكم و تجهضون الفرصة الأخير لكم في حياة كريمة حرّة كلها عزة و شموخ بعد عقود من النّضال تحت تسلط نظام عسكري و أمني كتم أنفاسكم و أذاقكم ألوانا من العذاب. و في النهاية أقول من اغتصب السلطة الشرعية المنتخبة انتخابات حرة و نزيهة و كأنّما اغتصب كل الشعب المصري بل لنقل اغتصب من صوّتوا للرئيس الشرعي مرسي، فيا شرفاء شعب مصر إذا قبلتم باغتصاب السلطة الشرعية التي جاءت بعد أكثر من نصف قرن من التضحيات من نظام عسكري استبدادي متسلط و كأنكم تقبلون باغتصاب نسائكم و بناتكم بل و كأنكم تغتصبون جميعكم رجالا و نساء. كاتب و محلل سياسي romdhane.taoufik@yahoo.fr