زووم - بقلم: توفيق بن رمضان - بعد الاجتماع الحاشد لحزب نداء العجائز بمدينة بني خلّاد يمكن القول أنّ المكينة…
لتجمّعية قد أعيد تجميعها و تركيبها بعد تفكّكها في الأيام الأولى "للثورة"، و بما أنّ المكينة التجمّعية أعيد تركيبها يمكن القول أنّ التجمّعيين بدؤوا يعودون، بل لنقل قد عادوا و السلام، بل ليس السلام بل إنّها طامّة كبرى و مصيبة.
إذا بعد القول "أقسم برب الوجود التجمع لن يعود" ها هو يعود بقوّة من مدينة بني خلّاد، و بما أنّ المكينة التجمّعية عادت للعمل من جديد، و قد أعيد تركيبها من طرف السبسي و ندائه و نداء أقرانه من العجائز و من الذين استجابوا لهم من الكثير من التجمعيين و الدساترة و بقية النداء الشكشوكي اليساري العلماني الإقطاعي البرجوازي و غيرهم من الانتهازيين... و يا توانسا بما أنّ هاته المكينة التجمّعية الإجرامية عادت تشتغل من جديد أقول لكم صلّوا على ثورتكم صلاة الجنازة و أقيموا موكب عزاء لها.
و يا توانسا يا من قلتم أنّكم قمتم بثورة، أقول لكم "البركة فيكم و ربّي يصبّركم و إن شاء الله هاك حدّ الباس و ربّي يخلف و ربّي يعوّض عليكم" في الناس الذين قتلوا و المؤسسات التي أحرقت و نهبت و دمّرت، و في النهاية "ضاهرلي خرجنا على فاشوش و ببلاش" و كان الله في عوننا و ربّي يصبّرنا على تجاوز المصائب التي تحمّلناها طيلة السنوات الفارطة و ربّي يعوّض علينا الخسائر التي خسرناها و الأنفس التي قتلت و حزنّا عليها و الأعزّاء الذين نشتاق لهم و نتألم و نحزن عند تذكّرهم.
أيّها الشعب التونسي "البركة فيك و ربّي يعوّض عليك" في التضحيّات التي قدّمتها فإنّ مكينة التجمّع و الدساترة، بل ماكينة القوّادة و القفّافة، ماكينة العهد الجديد تعود إليكم بقوّة من بني خلاد من جديد، لتعلموا أيّها الشرفاء من أبناء الشعب التونسي، ها هي المكينة الرهيبة تعود لكم إنّها المكينة المدمّرة و الرهيبة و المرعبة التي لها من الوسائل و الطرق و الأدوات الكم الكثير لتسحق الشعب من جديد، إنها وسائل يعجز عن وصفها فطاحلة اللّغات، و قد كان من بين أدواتها الأمن الغير محايد و القضاء الغير مستقل و الإدارة المنحازة و العنصرية و الإعلام المأمور و المأجور، و محرّكها و وقودها المال الفاسد و "بياساتها الخلايق و الفصايل" و العاهرات و القوّادة الأنذال و الانتهازيين و اللحّاسة و غيرهم من بائعي الخمور و المخدرات و المهربين لجميع الأنواع من السلع.
و يجب على كافة الشرفاء من أبناء هذا الشعب أن يعلموا و أن يكونوا متيقّنين أنّ عودة هاته المكينة أمر خطير و كارثي، أمّا إذا تمكّنت من الوصول للسلطة من جديد فلا يمكن لها أن تفضي إلاّ إلى نظام دكتاتوري مافيوزي إجرامي يألّه الأشخاص و يسحق الشرفاء من أبناء هذا الشعب، كما فعلوا و تعوّدوا منذ أكثر من نصف قرن، و لعلم الجميع أنّ الكثير من رجال الأعمال و الإعلاميين هم اليوم مشتاقون و متشوّقون لعودتهم ففي عودتهم خلاص لهم، و بما أنّ الإدارة لم تكن محايدة و لن تكون محايدة في العشر سنوات القادمة، بل هي ملكهم بل هي إدارة أسّست و بنيت على أساس الميز الحزبي، فقد كانوا دائما يتساءلون بينهم و يقولون "متاعنا ولاّ لا" و من كان متاعهم يصل إلى أعلى المراتب و أعلى المناصب و إن لم تكن له الكفاءة و الشهادة اللازمة، و لن تصفى الإدارة و مؤسّسات الدولة في المستقبل القريب و لن تصبح إدارة وطنية محايدة و إدارة كفاءات بقطع النظر عن الانتماءات الحزبية إلاّ بعد عدّة عقود، أي بعد أن يحال على التقاعد من انتدبوا بالولاء الحزبي الدستوري التجمّعي و اليساري و هذا لن يتحقّق إلا إذا توفّرت الإرادة السياسة الصادقة من الحكّام الحاليين و حكّام المستقبل.
و أخيرا أقول: بعد عودة مكينة التجمّع للعمل بكلّ صلافة و جرأة، و بما أنّهم متغلغلون في الإدارة و متمسّكون بأغلب مفاصلها و دواليبها فستكون الكارثة و الدّمار و القهر و الظلم من جديد و أخيرا أقول "ربي يصبركم و يلطف بيكم" يا أيّها المساكين و المستضعفين من التونسيين.
كاتب و محلل سياسي