مقاﻻت رأي

رفض الشيوخ والخطأ المزدوج

زووم تونيزيا | الأربعاء، 1 ماي، 2013 على الساعة 15:34 | عدد الزيارات : 985
بقلم حسان الصغير لا أدري لماذا يصر بعض غلاة اليسار دوما على الهروب دوما للأمام وعدم الاعتبار من الأخطاء…
لماضية؟ فمعارضو زيارة الدعاة إلى تونس يرتكبون في كل مرة خطأين جسيمين: الأول تأكيدهم على أن تقديمهم أنفسهم كديمقراطيين ودعاة حرية هو مجرد شعار وأنهم أبعد ما يكونون عن الديمقراطية التي من أهم مبادئها عدم إقصاء الآخر وعدم مصادرة حريته في دعوة من يريد ما لم يخرق قوانين البلاد, والخطأ الثاني هو تقديمهم إشهارا مجانيا لهؤلاء الدعاة فيخلقون هالة إعلامية ترافق قدوم كل داعية فيسمع من لم يبلغه الخبر ويحرص الجميع على حضور محاضراتهم ولو من باب الفضول. وفي تقديري ليس من حق أي كان منع محاضر من القدوم إلى تونس مهما كان توجهه الفكري ما لم يحرض على الفتنة ويخرق قوانين البلاد, ومن يدعو لطرد شخص بدعوى نشر الفكر الوهابي عليه أن يتقبل غدا دعوات طرد محاضرين وأساتذة جامعات بدعوى نشر الفكر الماركسي أو الفكر الشيوعي فتونس فعلا ليست وهابية لكنها أيضا لم تكن يوما ماركسية. ولو فكر هؤلاء قليلا لعلموا أن جهودهم لمنع هذه المحاضرات غير ذات جدوى لأن محاضرات وجدي غنيم ومحمد حسان وغيرهما تدخل البيوت التونسية منذ سنوات عبر الفضائيات عندما كان بن علي يمنع -بمباركة العديد منهم- الشيوخ التونسيين من إلقاء دروسهم في إطار سياسة تجفيف المنابع. أخيرا القيادي بالجبهة الشعبية المصرية حمدين صباحي زار تونس مؤخرا وشتم رئيسها وتهجم على أطراف سياسية وعائلات فكرية تونسية من أحد المنابر التلفزية التونسية ولم نسمع بأن تونسيين ممن يرفضون زيارته -وهم كثر- قد التحق بالمطار ليشتم الرجل أو يحتج على زيارته وتصريحاته, فمن هو الأكثر ديمقراطية يا حماتها؟!!!