عندما كان الدفاع عن اللغة العربية دفاعا عن كيان أمة برمتها ،ولا يكون ذلك الا بهتك الأستار المسدلة التي عمل…
ن ورائها رجال من قبل، ولا يزال رجال يعملون من ورائها،
إختارتهم " الثقافة الغربية الوثنية النصرانية "، ليحققوا لهذه الثقافة غلبة على عقولنا، وعلى مجتمعنا، وعلى حياتنا، وعلى ثقافتنا، وعلى تراثنا، وبهذه الغلبة، يتم إنهيار الكيان العظيم الذي بناه أباؤنا في قرون متطاولة، وصححوا به فساد الحياة البشرية في نواحيها الدينية، والانسانية، والأدبية، والأخلاقية، والعملية، والفكرية، وردوها الى طريق مستقيم، علم ذلك من علمه، وجهله من جهله.
واللغة كما قال الرفاعي : "هي صورة وجود الأمة بأفكارها ومعانيها وحقائق نفوسها، وجودا متميزا قائما بخصائصه".
وما ذلت لغة شعب الا ذل، ولا انحطت الا كان أمره في ذهاب، وإدبار
إن العربية المجاهدة هي لغة القران المجيد، وهي لغة النبوة الخاتمة، وهي سيدة اللغات، وهي السابقة بالوصلة، المحافظة على خصائص اللغة السامية الأصلية التي تفرعت عنها اللغات السامية المختلفة.
ولقد بلغ من وعي السالفين بأهمية اللغة أن قال محمد بن أحمد الخوارزمي المتوفى سنة أربعين وأربعمئة : "والله لئن أهجى بالعربية أحب إلي من أن أمدح بالفارسية"
لقد شوه أقوام من بني جلدتنا تراثنا، وتاريخنا، ولغتنا، ولو كان القائم على توجيه العقل العربي يهودا ما وصل به الأمر الى أبشع من ذلك.
فمنذ أن بدأت شمس أف أم ببث سمومها في وقت المخلوع بن علي الذي كان راعيها الرسمي، كيف لا وابنته سيرين صاحبة الإذاعة، فاجأت الجميع بنوع جديد من الأخبار التي لم يعهدها التونسي من قبل، أخبار تلقى بالعامية التونسية مميعين بذلك اللغة العربية هادمين لأصولها وقواعدها النحوية والصرفية.
ظن عامة الناس أن النية سليمة والأهداف نبيلة وهو مجرد قرب للناس أكثر فأكثر، ولكن من جعل الله له بصيرة يعلم علم اليقين أنها ليست الا مكيدة دبرت بليل لطمس معالم الاسلام بهدم العربية التي تمثل الأداة الوحيدة لفهم هذا الدين العظيم فهما واضحا جليا.
وإن من أهم أسباب استعمال اللهجات العامية في الاذاعات والتلفزات العربية هو تفريق المسلمين عامة، والعرب خاصة، بتفريقهم في الدين، وتفريقهم في اللغة، وتفريقهم في الثقافة، وقطع الطريق على توسع اللغة العربية المحتمل بين مسلمي العالم، حتى لا تتم وحدته الكاملة.
والمسلمون لا يصيرون أمة واحدة حتى تكون لغتهم واحدة، واذا كان الذين يتكلمون العربية الان ينادون بالتخلي عنها، فلأي شيء يتعلمها الذين لا يتكلمونها؟ وهم انما يريدون أن يتعلموها ليتسير لهم التفاهم مع الذين يتكلمونها.
والعجب أننا نطالب بالإعتراف باللغة العربية في المجامع الدولية، فأي هذه اللهجات في زعم دعاة السوقية ، يريدون أن تكون هي اللغة المعترف بها؟ !
نعود فنقول إن مثل هذه الخدع والحيل البائدة سبقكم اليها دعاة فتنة من قبل أمثال عبد العزيز فهمي وعيسى اسكندر المعلوف ولعل أشدهم مصطفى كمال أتاتورك الذي حاربها بالقوة والنار ولكن مهما حوربت العربية وحورب الإسلام، فهو منصور ويجعل الله لهما رجالا يذبون عنهما .
وفي هذا القدر كفاية ونسأل الله أن يوفق المسلمين الى كل خير