بسمة الخلفاوي زوجة الشهيد شكري بلعيد.. التي أبهرت العالم بأسره.. بتصرفها الهادئ في مصاب جلل: اغتيال زوجها..…
رفيقها.. وحبيبها.. أمام المنزل.. ذات صباح.
هذه هي بسمة الخلفاوي التي كانت إلى وقت قريب في نظر التونسيين "أرملة" الشهيد شكري بلعيد، قبل أن يتضح أنها طليقته منذ 12 نوفمبر 2012، حسب معطيات صحفية لم تفندها الخلفاوي.
المشكلة ليست إثارة موضوع شخصي يهمّ حياة الشهيد وأسرته، وإنما حقيقة وأبعاد الدور الذي لعبته بسمة الخلفاوي، متجاوزة حداد زوجة على زوجها بل وحقها في الاحتجاج الجريمة النكراء. فإخفاء موضوع الطلاق يطرح عديد الأسئلة منها المتصل بالتحقيق القضائي وأسباب استهداف الشهيد وهو خارج من منزل لم يزره منذ مدة. ومنها السياسي باعتبار التوجه الواضح للخلفاوي للعب دور سياسي مزدوج، في قيادة الجبهة الشعبية على حساب حمة الهمامي، وفي التقريب بين الجبهة و"نداء تونس" عبر قناة محسن مرزوق الذي لاحظ الجميع "الاستقبال الحار" الذي وجده أمام كاميرات التلفزات في منزل بلعيد، أثناء مرافقته للباجي قايد السبسي، لتوديع الشهيد.
طموح الخلفاوي لقيادة الجبهة الشعبية، قد يكون الدافع لتواجدها أمام التأسيسي مطالبة بحله، وهي مبادرة فاشلة جماهيريا وسياسيا رغم الحشد الإعلامي ولم ترُق للكثيرين كما اعترفت طليقة بلعيد في حوارها مع "الشروق" : "كانت فكرتي وحدي... لم أستشر أحدا.. وهو الأمر الذي جعل أهلي ورفاقي يلومونني".
وربما كان أكبر دليل على طموحها السياسي هو أنها انضمت قبل شهر من اغتيال بلعيد لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد وانتخبت في الهيئة المديرة لمنظمته النسوية.
هل ستواصل بلعيد مغامرتها السياسية، بعد اكتشاف خبر طلاقها من بلعيد، وخاصة بعد إصرار الجبهة الشعبية على أخذ مسافة من نداء تونس، ما استدعى النداء الشهير الذي وجهه لها محسن مرزوق معتبرا تحالف الجبهة مع حزب الباجي قايد السبسي" واجبا وليس اختيارا" وضرورة لتغيير الوضع القائم على حد تعبيره.