مقاﻻت رأي

الخبث و التّكوير السّياسي بعد الثّورة بقلم: توفيق بن رمضان

زووم تونيزيا | الخميس، 21 فيفري، 2013 على الساعة 22:51 | عدد الزيارات : 1129
الكلّ يعرف أنّ طبيعة عمل المحاماة ترتكز على الانتهازيّة و الخبث و الدهاء، و أنا أقول إنّه من بين أبرز…
لانتهازيّين من المحامين الذين يشتغلون بالسّياسة، و المثال صارخ و جلي، حيث أنّه ضرب عدّة عصافير بحجر واحد لمّا قدّم استقالته من الوزارة، فقد كان يستعدّ لتسلّم منصب الأمانة العامّة للحزب بعد استقالة عبد الرّؤوف العيّادي، و لو لم يكن انتهازيّا لكان من الأصوب و الأجدر به أن يستقيل، و كان عليه أن يكون واضحا و صادقا مع الشّعب و مع نفسه، و يقول أنا أستقيل من منصب الوزير لأتفرّغ للحزب، و لكنّه بدهاء و انتهازية المحامين ضرب ثلاث عصافير و ربّما أكثر بحجر واحد. - العصفور الأوّل: سجّل هدفا و "شكّب" على النّهضة. - العصفور الثّاني: أحدث ضجّة إعلاميّة من أجل التّسويق السّياسي و الشّهرة. - العصفور الثّالث: استقال ليتفرّغ للحزب و الفوز بالأمانة العامة. و قد ترشّح بمفرده و فاز بالأمانة العامة التّي سلّمها له عبد الرّؤوف العيّادي على طبق من ذهب، و بعد التّصريحات الأخيرة التي تخصّ حكاية وزير الخارجيّة و المدّونة التي تنتمي لحزب المؤتمر و استقالته من الأمانة العامة و تجميد الاستقالة و هذا يعتبر أمر عجيب و غريب، لا يمكننا أن نسكت و نترك هذه التّصريحات تمرّ دون أن نتكلّم عنه و نعلّق عليه و نفضح اللّعبة الانتخابية في مؤتمر الحزب و تمثيليّة الشّاب الذي ترشّح معه للأمانة العامّة من أجل التلاعب و الضحك على الذّقون، فقد سحب بعد ذالك المترشّح الثاني ترشّحه قبل إجراء الانتخابات ليفسح المجال للفوز لمرشّح وحيد دون منافس كما كان يفعل بورقيبة و بن علي في سنواته الأولى، و أقول لهما تبّا لكما أهكذا تتصرّفان بعد الثّورة، إنّ هاته ممارسات و تصرّفات أمناء بن علي، فكيف تفعلون نفس الشّيء الذي كان يقوم به أمناء الموالاة بعد ثّورة الشعب التونسي عن تلك الممارسات و السلوكيّات، هذا عيب و هذا عمل مفضوح و غير مقبول، فالشّعب فائق و لن تنطلي عليه هاته الألاعيب الخبيثة المرفوضة و الغير مقبولة، فالمطلوب مستقبلا من كافة السّياسيين الصدق و الإخلاص و الوضوح و الشفافية دون تلاعب أو مراوغة. و ها هو اليوم بعد إعلان استقالته من الأمانة العامة يقول أنّه يمكنه العزوف و العودة عن الاستقالة بشروط و هذا في حد ذاته تلاعب و تكوير سياسي من أجل تسجيل عدّة أهداف داخل حزبه و خارجه و هذا عيب و غير مقبول بعد الثورة فالشعب ذكي و لا يمكن التلاعب به و على السياسيين أن يستوعبوا هذا و عليهم أن يكونوا واضحين و صادقين مع شعبهم و مخلصين لوطنهم و عليهم أن يترفّعوا عن الممارسات الأنانية و الحسابات السياسية الضيقة و المدمرة، خاصة و نحن نعيش أوضاع استثنائية و كارثيّة على الاقتصاد و على أمن و استقرار الوطن.