أتوجه بمقالي هذا إلى أغلب الصحفيّين العاملين بالقنوات التلفزية عموما و القناة الوطنية خصوها و خاصة…
لذين يعملون بقسم الأخبار و الذين يديرون البرامج الحوارية السياسة، أقول لهم لقد شاركتم في لعبة الاستبداد و التسلّط و السحق و المحق، و بعد الثّورة التي من المفروض أن تكونوا أوّل المبتهجين بها نجدكم تشاركون في لعبة الانتقاء و الإلغاء، فمنذ الأيّام الأولى تواطأتم مع أسيادكم من رموز النّظام في محاولات إنقاذ نظامهم و اجتهدتم في توجيه و حصر النّقمة و الاحتقان الشّعبي إلى بن علي و الطرابلسية و أقاربه فأعددتم البرامج التّلفزيّة و أمعنتم سبّا و فضحا في من كنتم تؤلّهونه في برامجكم و مؤسساتكم الإعلامية قبل سويعات و يوم 14 جانفي 2011 نشرت أغلب الصّحف تمجّد خطاب بن علي في الصّباح و أشبعوه شتما و سبّا في المساء.
فقد كانوا و لا زالوا ينتقون الوجوه و يفرضونهم فرضا على الشّعب و قد تجد نفس الشّخص يتحوّل من قناة إلى أخرى و لم يكفيهم ذلك فزاروهم في منازلهم و أطلعونا على قصص حياتهم و طرق عيشهم حتّى سئمنا وجوههم و كرهنا السّماع إليهم و مشاهدتهم على الشّاشات و النظر إليهم في الطّرقات و قد كانوا يختارون و ربّما يوظّفون أو يستأجرون من يريدون تشريكه في برامجهم و إذا تبيّن أنّ توجّهه غير مطابق مع ما يريدون يستغنون عنه و لا يعاودون استضافته و تشريكه و هذا ما حصل مع العديد من الشّرفاء من أبناء الوطن المخلصين لشعبهم، و على سبيل الذّكر لا الحصر هذا ما فعلوه مع الصحافي النّزيه و المحايد نصر الدين بن حديد.
و في النّهاية جامعة منّوبة توزّع الجوائز على رفاقهم في التّوجّه الإيديولوجي و السّياسي و عملائهم الذين يخدمون مصالحهم و يوظّفون أقلامهم لأجنداتهم و هذا مستغرب من جامعة أكادمّية التّي من المفروض أن تكون محايدة حيادا تاما بل يجب أن تكون منحازة لمصلحة الشعب و الوطن بل تدعم كل من ينحوا في هذا الاتجاه و لكنّهم يرفعون من يخدم الأزلام و الرفاق ويهمشون النّزهاء الشّرفاء الذين لا يمكن أن يجدوا من بينهم من يباع أو يشترى.