مقاﻻت رأي

الرائعون !

زووم تونيزيا | السبت، 2 فيفري، 2013 على الساعة 13:27 | عدد الزيارات : 1053
المرأة التي تنهض قبل آذان الفجر وتتحمّل لسعات البرد القاسية لتعمل في الحقول فقط من أجل كسرة خبز وحليب يسدّان…
اب الرمق والذلّ، ليس في وارد ذهنها لفظة «التحوير»!. عامل البلدية الذي يبدأ في منتصف الليل الممطر تنظيف أوساخنا ونحن نغطّ تحت لحاف دافئ في النوم العميق بعد حديث مطوّل عن كأس إفريقيا، ليس في خاطر عقله ميزان الربح أو الخسارة في«التكوير». الشابّ المجتهد الذي لا يكلّ من اللّهاث وراء عمل يَقِيهِ الخضوع لِوَهْمِ«لامبيدوزا»،ما الذي سيُقْنِع خياله الحالم سوى التبرير تلو التبرير؟. هؤلاء هم الرائعون/المنسيون/المهمَّشون،أحلامهم صغيرة بحجم ضحكة طفل أو أمّ أو بنت أو أب. هؤلاء يتمنون أن تضحك الدنيا «لِيهمْ». وكما غنى بوشناق من كلمات آدم فتحي:«الناس اللي تعاني ونساتهم الأغاني،هاذي غناية ليهم»!   الرائعون ... عزائمهم تناهض القمم ، ونفوسهم تهفو للخير ، يبحثون عن من يُشبههم ، ويمدون جسور التواصل والعمل ، متناسين كل حقد أو ضغينة ، يترفعون عن الدنايا ويرتقون كل صعب.. الرائعون .. لا يلتفتون للمثبطين ولا يُضخمون المشكلات ، همالذين يستغلون ألم الحياة ليصنعوا منه أملها … الرائعون .. هم الذين يفرحون بشخصياتهم – دون تكبر- ويفخرونبها وإن خالفهم الناس ..يبادرون لكل خلق جميل ولكل مأثرة كريمة ..خصالهم كنوزيُهدونها لأبنائهم ولمن حولهم .