سياسة

الجبالي يردّ بقوة على السبسي بخصوص مقترح تعديل الميراث والزواج

زووم تونيزيا | الأربعاء، 16 أوت، 2017 على الساعة 10:20 | عدد الزيارات : 4601
علّق رئيس الحكومة السابق، حمادي الجبالي، اليوم الأربعاء 16 أوت 2017، على خطاب رئيس الجمهورية الذي أعلن عنه يوم عيد المرأة و الخاص بالمساواة في الميراث و الزواج بغير المسلم.

 

وأكّد حمادي الجبالي، في تدوينة نشرها على صفحتها بالفايسبوك، "مرة أخرى أجد نفسي مضطرا للتعليق على خطاب رئيس الدولة، ليس ذلك من باب مجادلة رأي الرجل وخياراته الشخصية وإنما من باب تبيان واجبات من تبوأ هذا المنصب السامي في الدولة وما يفرضه عليه من التزامات أخلاقية وسياسية منذ أدائه القسم شكلا بوضع يده على القرآن الكريم ومضمونا باحترام ما تعاقد عليه أغلبية التونسيين في دستور البلاد بإرادة شعبية ، فمن أوكد واجباته ومهامه حماية الدستور وعدم السماح بخرقه الا ان يغير بإرادة شعبية مماثلة".

 

واضاف الجبالي، في تدوينته:

"الا ان رئيس الدولة أبى الا أن يثبت مرة أخرى أنه أول من ينادي بخرق الدستور في فصله الأول بالذات وأنه بذلك لا يعبر عن جميع الشعب التونسي لإنحيازه الفاضح لفئة على عموم الشعب وهو أمر جلل لأنه يهدد السلم المجتمعي أساس كل بناء.

 

والا كيف يفسر خطاب رئيس الدولة بتاريخ 13 أوت 2017 من حيث خطورة مضمونه الديني من جهة وسلم أولويات شعبنا من جهة أخرى.

 

1- المفروض على رئيس الدولة إحترام ما ارتضى به شعبنا من منظومة قيمية وأن يكون له الحد الأدنى من العلم بها أو أن يأتي بمن يعلّمه إياها. فقوله في موضوع الإرث "هو من أمور البشر التي تركها الله سبحانه ورسوله الأكرم لإجتهاد البشر...." يطرح تساؤلا خطيرا:

 

- إما أن يكون رئيس الدولة جاهلا بالحد الأدنى من التمييز بين ما هو نص قطعي الدلالة لا يقبل إجتهادا ولا تأويلا وما هو متروك للإجتهاد بعد استيفاء شروطه، وهو جهل خطير وعلى كل المستويات ولا يعذر الجاهل بجهله.

 

- وإما يكون رئيس الدولة ومن أوحى له بالمقترح متعمدا وبإرادة واعية لحسابات سياسوية ورزنامة إنتخابية أقل ما يقال فيها انها مفضوحة ومتخلفة وهذا أدهى وأمر لأنها لا تليق بمقام رئيس كل التونسيين الجامع لهم والمتعالى عن كل انحياز حزبي أو إيديولوجي.

 

2- أين هذه القضايا المثارة بمناسبة وغير مناسبة من إهتمامات وأولويات شعبنا، من قضاياه المصيرية ومشاكله المتفاقمة يوما بعد يوم، من جيش العاطلين المتضخم، من تآكل المقدرة الشرائية لعموم التونسيين، من مظالم إجتماعية وتفاوت جهوي مخل وإنتشار لم يسبق له مثيل من فساد ينخر كل أركان الدولة والمجتمع وقد إنفضح الآن زيف شعار محاربة الفساد.

 

 

- أين نحن من ضياع الأمل لشباب آمن بثورته للتغيير نحو الأفضل،

 

- أين نحن من صراخ المستضعفين والنار تحرق أكواخهم وتحرق معها كل ما يملكون،

 

- أين نحن من نسبة تداين تأذن بالافلاس حيث صرنا نستدين لنأكل،

 

- أين نحن من إرهاب يهدد أركان المجتمع،

 

سؤال أخير: أين سيادة رئيس الدولة من كل هذا."