سياسة

متورّط في تعذيب السجناء السياسيين يُقدّم اِعترافات مثيرة.. ويؤكّد "إن غفر لي ربي، فكيف للبشر أن يغفروا لي؟"

زووم تونيزيا | الخميس، 9 فيفري، 2017 على الساعة 14:59 | عدد الزيارات : 27263
نشرت مجلة "jeune affrique" الصادرة يوم أمس 8 فيفري 2017، شهادة متورّط في تعذيب السجناء السياسيين، التي أدلى بها خلال جلسات الاستماع العلنية التي عقدتها مؤخرا هيئة الحقيقة والكرامة.

 

وقد كشف "رضا" وهو شرطي سابق في نظام بن علي وأصيل منطقة الساحل وتحديدا قرب مدينة مساكن ويبلغ من العمر 68 سنة، عن أساليب التعذيب المؤلمة والفظيعة التي كانت تستعمل من طرف نظام بن علي ضد المساجين وخاصة في أواسط التسعينات تزامنا مع بروز الاسلاميين، حيث أكّد أنّه من بين تلك الأساليب القمعية المؤلمة للتعذيب قاموا بسكب المواد الكيميائية في المياه وإدخال رؤوس السجناء فيها، إضافة إلى ضربهم بخراطيم مطاطية وإذلالهم عبر إلزامهم بنزع ملابسهم والشنق عراة والصعق بالصدمات الكهربائية في المناطق الأكثر حساسية في الجسم.

 

وبيّن الشرطي المتهم "لقد كانت الجريمة الوحيدة لهؤلاء الناس هي آراؤهم، لم يكونوا مجرمين، لكنهم كانوا يعاملون أسوأ من القتلة، لم أكن على علم، ولا زملائي اننا بنينا نظاما قمعيا"، مضيفا "الجبن هو الذي يحول دون ظهوري ، أنا منهار وأعيش أسوأ أيامي ، وإن غفر لي ربي ، فكيف للبشر أن يغفروا لي ؟".

 

وتابع "نحن لم نُلقّن فنون التعذيب ، إنَّما اكتسبناها بالممارسة وغايتنا حين نقف وجها لوجه مع معتقل أن نحطّم ذاته ومعنوياته وأن نُدمّر روح المقاومة لديه وأن نستأصل من ذهنه فكرة معارضة النظام"، مؤكّدا أنّه "تاب وعاد عن غيّه وندم عن الخطيئة ، وإن غفر الله له ذنوبه وجرائمه ، أنّى له أن ينجو من عذاب الضمير ، وَمِمَّن عذّبهم وانتهك حقوقهم ، وصرخاتهم تقتله كلّ لحظة".