وفي التقرير الأوروبي الذي تضمّن ملاحظات مفصّلة عن طبيعة الأوضاع و العلاقات الأوروبية بدول المغرب العربي ومن بينها تونس، تمّ التأكيد على أنّ النهضة تمكّنت بشكل كبير من استيعاب الديمقراطية التشاركية و المحافظة عليها مع مختلف الفاعلين و أصبحت شريكا رئيسيا و فاعلا في مختلف الإصلاحات الضرورية المرتقبة.
وتمّ إعتبار النهضة القوة السياسية الأكثر تنظيما و صلابة في البلاد و الأكثر تواجدا محليا وجهويا خاصة في المناطق المهمّشة على عكس حليفها نداء تونس الذي يعيش حالة من التشرذم، حيث أشار التقرير إلى أنّ الطرفان الأبرز في البلاد أختارا مسار الحوار الوطني عندما كانت تونس تتجه نحو الحرب الأهلية.
كما تمّ التشديد على ضرورة الإعتراف بقدرة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي على المناورة و ذكاءه السياسي، إذ أنّ اللجنة قالت أنّ "الرجل قد أظهر منذ سنة 2011 اِستعدادا معلنا للتطوّر بخطاب هادئ وعقلاني و يمكن القول أن ذلك عائد لفشل تجربة الإخوان المسلمين في مصر و الخوف الكبير من حالة إنحراف الإستقطاب الثنائي في البلاد نحو العنف و خلال المؤتمر الأخير لحزبه في ماي 2016 أقر التخصّص الذي يجعل من الحزب متجها نحو النشاط السياسي فحسب".