وبرر المرزوقي في تدوينة على صفحته الرسمية على الفايس بوك عدم حضوره أولى جلسات الاستماع العلنية، لوجوده في الخارج مضيفا "الحمد لله أن أرى اليوم مثابرة كل الأطراف ومنها بالطبع الأخت سهام تكلل بالنجاح وأن أفاخر بأن بلدنا يقدم نموذجا حضاريا راقيا في التعامل مع مآسي وجرائم يندى لها الجبين الهدف منه تعويض الضحايا دون الانتقام من الجلادين".
وفيما يلي النص الكامل للتدوينة:
"كل الدعم لهيئة الحقيقة والكرامة
كنت أتمنى حضور الجلسة الافتتاحية لمشوار العدالة الانتقالية الطويل والذي دعتني له سهام بن سدرين. للأسف حرمت من هذه الفرحة نظرا لوجودي في الخارج.
كيف لا أعتبر انطلاق أعمال الهيئة العلنية فرحة والأمر أمنية كنت لا أتصور أن أرى تحقيقها.
سنة 2001 سافرت لمدينة دربان بجنوب افريقيا لحضور مؤتمر عن حقوق الطفل الافريقي واغتنمت الفرصة لدراسة تجربة وطن منديلا في العدالة الانتقالية وكأن بداخلي حدس أن تونس قد تحتاج شيئا من هذا القبيل يوما ما.
ثم أصبح الموضوع هاجس أكثر من مقالة وموقف وتحريض . إلا أنني لم أكن أتصور أنه سيأتي يوما يؤدي فيه أعضاء هيئة تونسية للعدالة الانتقالية القسم القانوني أمامي بصفتي رئيسا للجمهورية.
كم من تلكؤ وتعطيل وعرقلة قانونية ومادية عايشتها ما بين 2011 و2014 لترى الهيئة النور وتؤدي مهمتها وآخرها تصدي الرئيس الحالي لقراري بتمكين الهيئة من كل الملفات ذات الصلة المودعة برئاسة الجمهورية.
الحمد لله أن أرى اليوم مثابرة كل الأطراف ومنها بالطبع الأخت سهام تكلل بالنجاح وأن أفاخر بأن بلدنا يقدم نموذجا حضاريا راقيا في التعامل مع مآسي وجرائم يندى لها الجبين الهدف منه تعويض الضحايا دون الانتقام من الجلادين.
المحزن أنك لا زلت تجد أناسا لا يفهمون أن العدالة الانتقالية هي مخرجهم الوحيد من العدالة الانتقامية والطريق الأسلم لاستعادة الشرف الذي فرطوا فيه.
هؤلاء وهم كثرة متربصون بالعدالة الانتقالية تربصهم بنزاهة الإعلام واستقلال القضاء وبالديمقراطية الفعلية بصفة عامة.
أكثر من أي وقت مضى ادعموا العدالة الانتقالية واقفوا بجانبها لأنني لا أنتظر الكثير من الخير من أناس لم ولن يتعلموا شيئا من دروس التاريخ".