مراد الشارني
| الأربعاء، 4 فيفري، 2015 على الساعة 16:49 | عدد الزيارات : 3302
بإخراج إعلامي لا يبدو "ارتجاليا"..و بعد عملية "دعاية" إستباقية في شكل "تسريبات" أمنتها بعض وسائل الإعلام..قام النائبان عن حزب نداء تونس و القياديين بالحزب بعقد "ندوة صحفية" في أروقة مجلس نواب الشعب "للإعلان" عن اعتزامهما عدم منح الثقة لحكومة الصيد (الحكومة التي شكلها الحزب الذي ينتمي إليه النائبين المذكورين و المفترض أنهما تابعا و شاركا في مختلف تفاصيل المشاورات حول الحكومة)
المتابع للمشهد يمكن أن يقرأ "تمرد" القطي و قسيلة من زاويتين مختلفتين :
إما أن قرار القطي و قسيلة بالتصويت ضد حكومة حزبهما في جلسة التصويت على منح الثقة للحكومة في مجلس نواب الشعب هي "قرارات شخصية" للنائبين المذكورين ، و هي ربما تعبر عن تيار "الغاضبين" داخل "النداء" بسبب ما اعتبروه "خيانة" النداء للناخبين و تراجعه عن وعوده خاصة – دائما حسب وجه نظر "الغاضبين" – تلك المتعلقة بإقصاء حركة النهضة من الحكومة و ربما من العملية السياسية بركتها..
أو أن ما يفعله القياديين ، الذين يعتبران من "مؤسسي" الحزب (الدائرة الأولى التي تصنع القرار داخل النداء في غياب المؤسسات و أطر واضحة لاتخاذ القرارات) ، هي عملية "تمرد" مصطنعة و مفبركة يحركها الحزب ذاته و بشكل مدروس لتحقيق جملة من الأهداف أهمها :
- محاولة "احتواء" الغاضبين على تشريك النهضة في الحكومة
- إبقاء خيار إقصاء النهضة خيار مطروح و قابل "للتفعيل" في أي لحظة بتعلّة الاستجابة "لنداء القواعد و الناخبين"
- استباق أي إمكانية لفشل حكومة الصيد و الاستعداد لرمي الكرة "للترويكا الفاشلة" و أساسا حركة النهضة التي شاركت في الحكومة و "تسببت" في فشلها و منعت "النداء" من تنفيذ برنامجه و "إنقاذ" البلاد
- الاستهلاك الإعلامي و السياسي من قبل النداء "لتمرد" بعض القواعد و القيادات و حتى النواب بسبب "تضحية" الحزب و "تنازلاته" من أجل "التوافق" و المصلحة الوطنية.