وقد كان حضوره كالعادة لافتا للنظر ومحل تحليل من طرف عدد من الأطياف السياسية والإعلامية.
حيثّ اتّسم حضور الغنوشي بالهدوء كعادته وبالدقة في إجاباته، أمّا خطابه فقد وصفه البعض بخطاب الطمأنة ومحاولة امتصاص حماس النهضويين المتخوّفين من صعود السبسي.
حيث اعتبر الإعلامي سمير الوافي أنّ ذهاب الغنوشي إلى "قناة نسمة فجأة في هذا التوقيت بالذات ليؤدي مهمة واضحة ومحددة وحاسمة لفائدة مرشح معين ولكن بدهاء وذكاء، فقد خرج بخطاب مدروس هدفه صد حماس النهضاويين وزحفهم نحو انتخاب المرزوقي، حيث تشير استطلاعات الرأي الى تقارب المترشحين لذلك كان لا بد من خطاب لزعيمهم يخفف ويحد من زحفهم وتدفقهم على الانتخابات ودعمهم للمرزوقي".
وأضاف الوافي أنّ "الخطاب فيه اشارات بين السطور تستخف بحملة تخويف النهضويين من وصول السبسي الى الرئاسة حيث يطمئن الغنوشي قواعد حركته أنه لا خوف من عودة الاستبداد ولا خشية من فوز السبسي، وأن التخويف مجرد ظاهرة انتخابية غير واقعية ولا حقيقية".
وأوضح صاحب التدوينة أنّ الغنوشي أعطى لحليفه المحتمل وصديقه الحالي السبسي تطمينا فعليا وأدى ما هو مطلوب منه للحد من تحمس واستنفار قواعده لدعم المرزوقي، بعد أن تعددت خطابات عدد من قياديي الحركة المتمردة على الحياد والداعية صراحة لانتخاب المرزوقي والمحذرة من السبسي، وفق تعبيره، والتي أربكت موقف الحركة وأحرجت الغنوشي فخرج لمحوها وتعديلها بخطاب مناقض ومتفق عليه ومطلوب منه مسبقا.
وتساءل سمير الوافي عن مدى تأثير اللقاء الصحفي على مزاج قواعده وإمكانية التخفيف من حماسها وتبديد تخوفها وسحب بعضها من رصيد المرزوقي الذي كان اجتماعه الاستعراضي الأخير في القبة معبرا عن دعم كبير يحضى به.