جاء ذلك في مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أطلعه خلاله على مضمون الاتصال الذي أجراه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق بيان للديوان الملكي.
واتصال ملك المغرب جاء بعد وقت قصير من إعلان الرباط استئناف العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، بعد تجميدها في 2002.
وقال محمد السادس إن "المغرب الذي يضع القضية الفلسطينية في صدارة انشغالاته، لن يتخلى أبدا عن دوره في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وأضاف أنه "سيظل كما كان دائما، ملكا وحكومة وشعبا، إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، وسيواصل انخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".
وجاء في البيان أن المغرب "يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية"، موضحا أن "ترسيخ مغربيتها لن يكون أبد على حساب نضال الشعب الفلسطيني"
وأشار عاهل المغرب إلى أن بلاده ستوظف كل "التدابير والاتصالات التي اتفق عليها مع ترامب، من أجل دعم السلام بالمنطقة (الشرق الأوسط)، وبأن ذلك لا يمس الالتزام الدائم والموصول بالدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة".
وجدد التأكيد على أن المغرب مع "حل الدولتين، وأن المفاوضات (المتعثرة) بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل".
وفي وقت سابق اليوم، قال ترامب في تغريدة على تويتر: "إنجاز تاريخي آخر اليوم! صديقتانا الرائعتان إسرائيل والمملكة المغربية وافقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما".
وبعدها بوقت قصير، أعلن العاهل المغربي استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل "في أقرب الآجال"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.
لكنه شدد على أن تلك الخطوة "لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".
وبدأ المغرب مع إسرائيل، علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاقية "أوسلو"، لكن الرباط جمدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديدا عام 2002.
وبإعلان اليوم سيكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي.
كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توقع اتفاق تطبيع أو توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال العام 2020؛ بعد توقيع الإمارات والبحرين اتفاقي تطبيع في 15 سبتمبر، وإعلان السودان، في 23 أكتوبر، الموافقة على التطبيع تاركا مسؤولية إبرام اتفاق بهذا الخصوص إلى المجلس التشريعي المقبل (لم ينتخب بعد).
وبذلك، تنضم هذه البلدان الأربعة إلى بلدين عربيين أبرما اتفاقي سلام مع إسرائيل، وهما الأردن (1994) ومصر (1979).