وفي خطاب ألقاه بالعاصمة الجزائر، عشية الاحتفال بالذكرى 58 لاستقلال البلاد، أشار تبون إلى أن الجماجم التي ظلت محتجزة في فرنسا منذ 140 عاما، ستصل إلى الجزائر في غضون الساعات القادمة.
ولم يكشف الرئيس الجزائري عن أسماء أصحاب الجماجم، علما أن الملف ظل يلغم العلاقات بين الجزائر وفرنسا التي ظلت تماطل في إرجاع 37 من جماجم الشهداء الجزائريين الذين ظلت رؤوسهم موجودة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس.
وقام الاحتلال الفرنسي بقتل هؤلاء المقاومين، ثم قطّعوا رؤوسهم بعد معركة الزعاطشة الشهيرة التي خاضها المقاومون الجزائريون، بين 16 جويلية و26 نوفمبر 1849، بمحافظة بسكرة ( 560 كيلومترا جنوب البلاد).
وفي 26 جويلية 1876، قطعت فرنسا رؤوس عدد من المقاومين أبرزهم الشيخ بوزيان القلعي والحاج موسى، وتم عرض رأسيهما في إحدى الثكنات، ثم في الأسواق ببسكرة لمدة ثلاثة أيام، لتكون، حسب الاحتلال الفرنسي، ”عبرة لمن يتجرأ على مقاومة فرنسا“.
وكان ميشال غيرو، مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، أكد وجود 37 جمجمة لمقاومين جزائريين.
وتتضمن القائمة: محمد الأمجد بن عبدالمالك، المكنّى ”الشريف بوبغلة“ (استشهد في ديسمبر 1854)، ومختار بن قويدر التيطراوي، عيسى الحمادي، يحيى بن سعيد، ومحمد بن علال بن مبارك، مساعد الأمير عبدالقادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
وجرى وضع رؤوس هؤلاء القادة في متحف باريس على شكل هدية من الدكتور ”كايو“ بين سنتي 1880 و1881، وتم تحنيط جماجمهم، وحفظها بمادة مسحوق الفحم لتفادي تعفنها.