وظهر ذلك من خلال عجز العائلة عن بناء قبر ابنها خالد الغزلاني الذي اغتالته يد الإرهاب في عقر داره الأسبوع الماضي برصاصات في الصدر أردته قتيلا.
وكان وزير الداخلية هشام الفراتي قد زار عائلة الشهيد خالد الغزلاني في القصرين، مؤكدا على هامش تلك الزيارة، أنها ستتمتع بالتعويضات المقررة لفائدة عائلات الشهداء والمنظمة بقانون 2016.
كما أكد أنه اطلع على ظروف عيش العائلة وتفاعل إيجابيا مع كل مطالب الأرملة والأبناء.
يُشار إلى أن الشهيد خالد الغزلاني أب لـ 8 أطفال.
هذا وأطلقت الإعلامية جيهان على إذاعة موزاييك نداء لكل القلوب الرحيمة للتدخل وتقديم مساعادات لفائدة عائلة الشهيد.
وكان الإعلامي سمير الوافي قد كتب تدوينة في السياق ذاته، قائلا :
والدة الشهيدين الغزلاني كم وعدها من مسؤول حكومي بعد إستشهاد إبنها الأول ؟!...كم من وزير ومسؤول خرج وصرح اذاعيا وتلفزيا بأن الدولة ستتكفل وتحمي وتعوض !؟؟...كم من صرخة أطلقها اخوته يستنجدون بالدولة لحمايتهم مع والدته المسنة المنكوبة وتوفير مورد رزق يقيهم شر الارهابيين في سفح الجبل !؟...كم من مسؤول زار العائلة ووعدها !؟...
أنا شخصيا جاء الى برنامجي من يمثل الحكومة بعد استشهاد الغزلاني الأول...فوعد بحل كل مشاكل العائلة والمنطقة وكلامه مسجل...لكن لم يتحقق ولم يتغير شيء...دفن الشهيد الأول في مقبرة الدشرة ودفنت بقية العائلة في مقبرة النسيان...الى أن قتلوا أخوه الشهيد الثاني في العائلة الذي ذهب ضحية كبريائه وشجاعته وتحديه للارهابيين...
وظهر من جديد نفس المسؤولين يعدون ويصرحون بنفس الوعود...نفس الشعارات والحماس والتأثر الشديد...شهيدين من نفس تلك الأم الصامدة المكافحة الثابتة...والوعود تتكرر والدولة تتخاذل في حماية مواطنيها الكادحين...وفي تكريم وانقاذ عائلة قدمت للوطن شهيدين...ولا أحد حرص على منحها ربع تعويض...
تلك الأم الثكلى التي استقبلها رئيس الجمهورية شخصيا حين توفي ابنها الأول...لكن بمجرد خروجها من القصر لم تتمكن حتى من مقابلة المعتمد...تلك الأم تستحق اعتذارا رمزيا من الدولة التي خذلتها ولم تقدم لها سوى الوعود الكاذبة...فما هو شعور الوزير الذي يحتضن ابنائه حين يتذكر استغاثتها ووعوده...!!؟؟