حيث أكد البرنامج أن الحبيب بورقيبة أمضى على وثيقة مع معمر القذافي حول الوحدة الوطنية بين البلدين أنذاك، دون التشاور مع أحد، ليكون اسم البلد الجديد "وحدة الجمهورية العربية الإسلامية".
واتفق الطرفان على كل التفاصيل كأن تكون الدولتين ذات علم واحد، وجيش واحد، ورئيس واحد، كما اتفقا حتى على تركيبة الحكومة والمتكونة من :
الرئيس الحبيب بورقيبة النائب معمر القذافي الوزير الأول عبد السلام نائب الوزير الأول محمد المصمودي
وبحكم علمه بالمخابرات التونسية طلب القذافي من بورقيبة أن يشغل زين العابدين أنذاك خطة نائب لوزير الداخلية أو على الأقل مديرا للأمن الوطني.
وأثار هذا الاتفاق غضب عدة أطراف داخلية وخارجية على غرار زوجته وسيلة بورقيبة التي كانت في رحلة بين دمشق وتونس حين أمضى زوجها وثيقة الاتفاق، معارضة بذلك الوحدة رغم علاقتها الطيبة بالقذافي، إلى جانب الجزائر التي وضعت جيشها في حالة استنفار على الحدود وذلك لرفضها للموضوع.
وتواصلت الضغوطات، وفق ما نقله البرنامج، على الحبيب بورقيبة فقرر التراجع، وظل يفكر في كيفية المراوغة بالقذافي، حتى أنه كان يؤجل تاريخ الاستفتاء المرتقب للشعب التونسي على هذه الوثيقة التي لم تلق أي مساندة.
وعندما علم معمر القذافي نية التراجع لدى الحبيب بورقيبة قرر الانتقام بحجز الوثيقة الممضاة من الطرفين وتهديده بها، مما تسبب في رجة في العلاقات بين البلدين.
هذا ولم يهدأ لبورقيبة بال إلا بعد استرجاع الوثيقة من معمر القذافي، وفق ما أكده برنامج "ما لم يُقل".