ان المصدر الأساسي لفيتامين " د " هو الشمس ونحن نعيش في " بلاد الشمس " لكن التدني الشديد في التعرض المباشر لها…
واء باستخدام الأمور الواقية من الشمس , او طبيعة العمل النهاري داخل المكاتب , والزجاج الملون في السيارات والمنازل هو السبب الرئيسي لهذا النقصان .
إذ ان الأغذية الغنية بهذا الفيتامين لا تفي وحدها لمتطلبات الجسم اليومية , و اكثر الأطعمة (اللحوم , والأسماك , والبيض , والحليب ) , فلا بد من التعرض للشمس مباشرة لمدة 20 دقيقة ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل , وأصحاب البشرة الداكنة يحتاجون الى فترة أطول من ذلك بكثير بسبب وجود صبغة ( الميلانين ) العالية التي تعيق امتصاص أشعة الشمس لتنشيط فيتامين د 2 الخامل الى فيتامين د 3 النشط في الجلد.
ومن الثابت علميا ان فيتامين د يحمي من الإصابة من مرض ارتفاع سكر الدم , وضغط الدم الشرياني , ومن ارتفاع الكولسترول الضار , ويحمي القلب , و هشاشة العظام , والربو , والإصابة بالأورام الخبيثة .
وقد وجد ان إعطاء فيتامين د يؤدي الى نقصان الوزن لدى الاشخاص الذين يعانون من البدانة , إذ تبين أنهم يعانون من تدني مستواه في الدم وبالتالي الإصابة بالبدانة , فهناك علاقة طردية بين نقصان فيتامين د و البدانة .
أما الأعراض النفسية التي يسببها النقص:
1- الاكتئاب النفسي , والذي لا يستجيب لمضادات الكآبة , ويمتاز بالتعب , و الإرهاق , وتدني الدافعية , والأوجاع العضلية , واضطراب النوم , والمزاج المتدني , والعلاج هنا بالتعرض لأشعة الشمس المباشرة مع إعطاء عقار فيتامين د والأغذية الغنية بهذا الفيتامين خاصة في موسم الشتاء , حيث يتلاشى الناس الخروج والتعرض للشمس في البرد وهو أمر خاطئ .
2- القلق النفسي , والمتميز بتدني الانتباه , والتركيز و اضطراب الذاكرة , و الأرق , والتفكير السلبي , والمخاوف المتعددة , وسهولة الاستفزاز والاستشارة , وكثرة الارتباك , والضعف الجنسي .
3- التصلب اللويحي ( Multiple sclerosis) , وهو مرض خطير على الدماغ والنخاع الشوكي , يؤدي الى تلف الأعصاب , ولا زالت الأسباب مبهمة , رغم وجود خلل في المناعة ضد الذات " Auto Immune " , فجهاز المناعة يهاجم الخلايا العصبية مؤدياً الى تهتك غلافها " الميلانين " وهذا ما يحدث ايضا في حالات التهاب الفيروس الدماغي وكذلك الحال في نقصان فيتامين د , فقد أفادت تقارير كثيرة ان الاشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د المزمن عرضة للإصابة بهذا المرض , وقد يكون سبباً رئيسياً لذلك .
4- الإصابة بالفصام : تؤكد الدراسات النفسية ان الاشخاص الذين يصابون بالفصام هم الذين يولدون في فصل الشتاء اكثر من الفصول الاخرى بشكل كبير , و يعزى بعض الباحثون ذلك الى ان نقصان فيتامين د بسبب قلة التعرض للشمس , و قد يكون ذلك احد العوامل الهامة مع عوامل أخرى في نشوء هذا المرض , فهو هرمون وسيط وهام ايضا في تكوين الدماغ , والهرمونات العصبية اثناء مرحلة التطور الجنيني .
5- فيتامين د و الإصابة بالأنفلونزا : أكدت أبحاثً كثيرة ارتباط نقصان فيتامين د و الإصابات الفيروسية خاصة في فصل الشتاء , فالأشخاص المعرضين للإصابات الفيروسية لديهم مستوى منخفض من فيتامين د , ومن المعروف ان الإصابات الفيروسية تؤدي الى الكابة , والمزاج المتوتر المتسم بالقلق والضجر .
فيتامين د و الحماية من الأورام الخبيثة : حيث يعمل فيتامين د كمصدر للهرمونات الاخرى التي تعمل على تقوية جهاز المناعة , ويجمع العديد من الباحثين ان فيتامين د يقي من السقوط في الأورام الخبيثة الى درجة عالية , فالأبحاث أظهرت ان الاشخاص الذين يعيشون في المناطق الباردة حيث قلة التعرض للشمس اكثر إصابة من الذين يعيشون في المناطق الدافئة المشمسة , وان الاشخاص ذوي البشرة الداكنة اكثر عرضة للإصابة بالأورام بسبب حاجتهم الأكثر لامتصاص أشعة الشمس من الاشخاص ذوي البشرة الفاتحة .
وعليه فان افضل و أسرع معالجة مجانية لهذه الظاهرة المرضية الخطيرة هو التعرض للشمس .