هذا وكتب بن فرج في تدوينته الفايس بوكية:
عملية بنقردان الأولى والثانية سلكت السيناريو الكلاسيكي لداعش في السيطرة على المدن البعيدة عن المركز كما وقع في سوريا والعراق وليبيا:
"هجوم أول لجس النبض واستكشاف ودراسة طريقة رد الفعل للقوات المدافعة وإعطاء الإشارة للخلاية النائمة بالاستعداد للتحرك
( رباعية الدفع كانت تسير في ارض مكشوفة وترفع أعلام داعش )
هجوم ثاني أقوى عددا وعدّة للسيطرة على المدينة بعد تصفية مراكز السيادة العسكرية والأمنية تمهيدًا لخروج الدواعش من جحوره بالمدينة وإعلانها إمارة إسلامية وتبايع دولة الخلافة
لم تغب سوى عمليات الدهم بالسيارات والشاحنات المفخخة، وربما تَرَكُوا هذه الوسيلة لهجوم قادم(على القيادات الأمنية والعسكرية أن تضع ذلك في حساباتها)
يبدو أن الأجهزة العسكرية والأمنية قد استفادت من دروس الهجوم الاول واستعدت كما يجب للسيناريو الثاني مما يُفسّر سرعة ردّة الفعل والسيطرة السريعة على مسرح العمليات والاجراءات الاحترازية الآلية التي تم تفعيلها(حضر الجولان، إغلاق جربة وجرجيس....)
بين عمليتي بن قردان الاولى والثانية سجّلنا عمليات تمشيط واسعة واعتقالات في أوساط دينية متطرّفة يبدو أنها على علاقة بالخلاية التي جُهّزت للانقضاض على المدينة....بينما كان تصدّي قوات الثكنة العسكرية حاسمًا لإجهاض العملية برمتها
نسجّل إذا أن الجيش والأمن التونسي كانا على أتم الجهوزية على مستوى المخابراتي، والتخطيط والتنسيق واليقظة والانتباه وسرعة ردة الفعل وجدوى التدخل(انتهت العملية خلال ساعات بمقتل وأسر جميع المهاجمين مع تعطيل عمل الخلايا المندسة
كما نسجل أيضا الالتحام الكامل لمواطنينا في بنقردان بالدولة ومؤسساتها وهم الذين طالما أتهموا بأنهم يشكلون حاضنة شعبية للارهاب
رحم الله شهداءنا وأعزّ جندنا ونصر شعبنا على تتّار العصر".